الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توقفت عن تعاطي المخدرات، لكني أعاني من مضاعفاتها، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا عمري 22 سنة، أتعاطى المخدرات -حشيش وترامادول- منذ خمس سنوات، أتوقف عن الترامادول كثيرا، لكني أنتكس وأرجع له، وأطول مدة توقفت فيها عنه شهرين، انتكاستي الأخيرة كانت قبل أسبوع، وبالأمس توقفت.

أعاني من التوتر والقلق، والعزلة عن الناس، حيث لا أستطيع أن أتعامل معهم كما سبق، وأصمت دائما، وأتهرب من المقابلات والمناسبات، وأعاني من هذه الأعراض رغم توقفي عن الترامادول، وأعاني منها بعد استعمال الحشيش.

راجعت عيادات الإدمان، وأعطوني نيورازين 100 مجم، لقد توقفت عن التعاطي، فهل سأعود كما كنت سابقا؟ وما هو سبب هذا الإحساس؟ وما الدواء المناسب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ karim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: أنتَ تعاني من إدمان مادة الحشيش وحبوب الترامادول، وكونك توقفتَ ورجعتَ للترامادول مرة أخرى - أو حتى للحشيش - فهذه سمة من سمات الإدمان، يتوقف الشخص عن الشيء الذي كان يتعاطاه ثم يعود إليه، لأنه أصبح عنده مشكلة في التحكم والسيطرة على التعاطي.

معظم المواد التي يُدمن عليها الشخص هي أساسًا تعمل في الدماغ، وتعمل على تغيير المزاج، وتعمل على تغيير المزاج في البداية، ولذلك تكون بعد فترة مصحوبة بأعراض القلق والتوتر، ويمكن أن تكون هذه الأعراض مع الاستعمال المستمر، أو حين التوقف، وهذا ينطبق على كل المواد.

أما عند التوقف فهناك أعراض انسحابية مُحددة تكون أعراض جسدية وأعراض نفسية، وتختلف من مادة إلى أخرى، وتختلف باختلاف الجرعة التي يتعاطاها كل شخص، وتختلف من شخصٍ لآخر، وهذا ما يحصل معك عند التوقف من هذه الترامادول.

إذًا الذي يحصل معك سببه إدمانك على هذه المواد، هذا هو التفسير الوحيد لما تحسّ به، لأن هذه مواد كيميائية تؤثِّر في أحاسيس الشخص ومزاجه ووجدانه.

الأخ الكريم: علاج الإدمان له عدة مراحل:

المرحلة الأولى هي مساعدة الشخص في التوقف: وتُسمى مرحلة (الأعراض الانسحابية): وعادةً قد يُعطى دواء في هذه المرحلة لمساعدته في التغلب على الأعراض الانسحابية التي تحدث عند التوقف عن التعاطي، وتكون هذه الفترة الانسحابية عادةً فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين على الأكثر.

المرحلة الثانية في علاج الإدمان هي مرحلة (منع الانتكاسة): وهنا غالبًا ما تتم بواسطة العلاجات النفسية، خاصة العلاج النفسي الجمعي، حيث يتم تمليك المريض مهارات تُساعده في عدم العودة إلى التعاطي مرة أخرى، مثل تجنب المؤثرات المختلفة، وأشهرها: عدم الذهاب أو الجلوس مع الأشخاص الذين يتعاطى معهم، وعدم الذهاب إلى الأماكن التي كان يتعاطى فيها، ويجب ملء الأزمنة والأوقات بأشياء مفيدة تنفع الشخص في دنياه وآخرته.

أما المرحلة الأخيرة في علاج الإدمان هي مرحلة (التعافي): وعادةً تكون بعد التوقف، حتى يحصل فيها تغيير للشخص فيرجع إنسانًا طبيعيًا، يُمارس حياته طبيعيًا في المجتمع والعمل والأسرة.

الأخ الكريم: لا بد لك من الانضمام إلى برنامج علاجي ليتم مساعدتك في التوقف وعدم الرجوع والتعافي من الإدمان كما ذكرتُ.

الأدوية تفيد فقط في المرحلة الأولى، ولكنّها لا تفيد في المرحلة الثانية أو الثالثة، في أغلب الأحيان تحتاج إلى الانخراط في برنامج العلاج للإدمان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً