الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الطفل مشاركة الأطفال في ألعابه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أود استشارتكم في مشكلة حب التملك الزائد لدى الأطفال!
لدي بنت عمرها 3 سنوات، لا تحب مشاركة أحد في ألعابها! إلا إذا كان طفلاً أكبر منها (6سنوات وأكثر). فابن خالتها الذي في نفس عمرها، وتراه بشكل دائم، لا تعطيه أو تسمح له بأخذ أي شيء من أشيائها إلا نادرا! مع أنهما دائماً يلعبان معا، وهو يعطيها ألعابه، وحاجياته، ويشاركها في كل شي، بينما هي تصرخ وتحاول إيذاءه إذا أخذ أي شيء يخصها،وحتى إن لم يكن يخصها، وهي تريده، تصرخ وتبكي وكأنها صاحبة حق! وهذا يحدث بشكل يومي.

كما أنها إذا رأت شيئاً في السوق أو عند غيرها من الأطفال تنسبه إلى نفسها (لعبتي..سيارتي...إلخ)، وأنا لا أعلم: أتفهم معنى هذا، أم أنها تقصد أنها تريده!؟

مع العلم أنها عصبية، وحادة الطبع، ولا يمكن التفاهم معها بسهولة! دلوني إلى منهج أتعامل معها به!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ أم عبد الله حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فيجب أن تعلمي ـ أختي الفاضلة ـ بشكل عام أن في الإنسان غريزة تدعى الميل إلى حب التملك، والميل إلى التملك أمر مشروع عند كل إنسان، والسرقة هي الاستحواذ على ما يملكه الآخرون، ولكن بطريقة شاذة وغير سليمة!

فالطفل يشعر بميل شديد إلى الملكية، حتى ولو كانت تافهة! وهنا يأتي دور الأسرة، دورك أنت في المحافظة على هذه الملكية، وتعليم طفلك الفرق بين ملكيتها الشخصية وملكية الغير، فالبيت هو المؤسسة الأولى لتعليم الأمانة، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية الواجب مراعتها، وإفهامه بأن الله تعالى هو الذي يراقب كل شيء، وكذلك ضميره الذي يجب أن نساعده على تكوينه بالتدرج.

وهنا عليك ـ أختي الفاضلة ـ أن تجلسي مع طفلك، وتعرفي منه السبب الذي أدى به إلى أخذ الأشياء من الآخرين، ومن ثم يسهل عليك العلاج، ولكن لتعلمي أن جل العلاجات تقوم على الوسائل التربوية السليمة والمدروسة.

أما بالنسبة لعصبية طفلك، فهذا شيء طبيعي؛ لأنه إذا رُفض شيء له ولم يتحقق، أو ربما يُعارض في بعض الأمور، فستجدينه يغضب، ويعصب! وربما يلجأ إلى البكاء ليفرغ عن نفسه! وهناك وسائل تجعلك تحافظين على طفلك وتعلمينه معنى حرية الآخرين وعدم تجاوزها، وأن يحب لغيره كما يحب لنفسه:

1- خلق أجواء العطف والحنان، وإبعاد جو الانتقام.

2- تعويده طلب الاستئذان إذا أراد تناول شيء ما.

3- عدم التشهير به أمام إخوته إن كان لديه إخوة، أو زملائه في اللعب.

4- زرع القيم الدينية والأخلاقية في الأسرة.

5- عدم التمييز والتفضيل بين الإخوة.

6- لا تصفي ابنك بصفات اللصوصية، مثل أنت سارق، فقد يتشبع باللقب، ويسعى إليه!

وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً