الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دائما ما أوسوس بأني مصاب بالأمراض، فهل أنا مريض نفسي؟

السؤال

السلام عليكم..

في البداية أصبت بألم في المعدة في عام ٢٠١١، وبعد فحوصات كثيرة وتعب لفترة كبيرة من الزمن -تقريبا ٦ أشهر- اكتشفت بأن عندي جرثومة في المعدة، وبفضل الله تعالى تعافيت منها نهائيا، إلا أنني أصبحت أعاني من وسواس المرض، وأعتقد أني مصاب بأمراض خطيرة، مثل القلب، وغيرها من الأمراض، وأصبحت أعتزل الناس تقريبا.

أعيش بمفردي، ومن وقت لآخر أذهب إلى طبيب القلب، لأني أعاني من ضيق في التنفس، وخوف مستمر من المرض، وتطور الحال إلى أنه لو شكا لي أحد ما عن مرض أصابعه، فإني أطمئنه، وبعد انصرافه أبدأ بالتفكير بأني أنا من يعاني من ذلك المرض وآلامه.

أنا الآن في حالة سيئة جدا، ولا أستمر في عمل، علما بأن لدى مواهب كثيرة جدا، ولكني أترك العمل بسبب آلام مجهولة، ولكن عندما أذهب إلى الطبيب يخبرني بأني سليم.

ولكن أعاني من أعراض غريبة جدا، مرة الضغط يكون منخفض جدا ٩٠/٥٠ ، وفي يوم آخر يكون ١٤٠/٩٠ ، وأعاني من دوخة وعدم اتزان وتشوش في النظر، وقد ذهبت إلى ثلاثة أطباء باطنية وقلب هذا الأسبوع، والجميع أخبرني بأني سليم.

أصبحت دائم الحزن والبكاء، ولا أجد طعم الفرح، فهل أنا مريض نفسى؟ وما هو تشخيصكم لهذه الحالة؟

نفع الله بكم وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ waled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري حتى في 2011 عندما كنت تحسّ بألم في المعدة هل كانت هناك أي أعراض أخرى مثل: القلق أو التوتر أو الخوف الزائد؟

لأن جرثومة المعدة عادةً قد تُوجد عند معظم الناس، ولكن المهم قد تكون هناك أعراض تخصّ المعدة فقط وليست أعراضًا أخرى، وقد يكون هذا هو بداية المرض النفسي أو ما تعاني منه الآن.

ولكن الأعراض الواضحة الآن هي أعراض مرض نفسي -يا أخي الكريم-، فالخوف من مرض خطير، وكما ذكرتَ الوسواس، هذه كلها أعراض قلق زائد وتوتر، والأعراض الأخيرة التي شكوت منها مثل البكاء، وعدم الفرح أعراض اكتئاب واضحة.

إذًا ما تعاني هو أعراض نفسية، والتشخيص يمكن أن يكون اكتئابًا نفسيًا.

والمعروف أن 30% من مرضى الاكتئاب النفسي يشكون من أعراض قلق وتوتر، وأحيانًا القلق والتوتر تصحبه أعراض اكتئاب نفسي، ولكن في حالتك -عمومًا- أعراض الاكتئاب النفسي هي الأرجح، الخوف من المرض، الخوف من وجود مرض خطير، أو حتى تضخيم المرض نفسه، كأن يكون هناك شخص عنده سكري أو اضطراب مرض السكر ويتلقى العلاج وهو في حالة ممتازة يبدأ بالتشكي بكثرة عن أن العلاج لا فائدة منه، ومرض السكر يُسبب له مشاكل، وهذا ناتج من إحساس اليأس الناتج من مرض الاكتئاب.

فالأرجح -يا أخي الكريم- أنك تعاني من مرض نفسي، وهذا المرض النفسي غالبًا يكون نوبة اكتئاب، ويتطلب علاجًا بالأدوية، ولكن قبل هذا يجب عليك التوقف عن زيارة أطباء الباطنية وإجراء الفحوصات؛ لأن هذا يُدعم المرض النفسي ولا يشفيه، فالمرض النفسي لا يُشخَّص بعدم وجود مرض عضوي، وإنما يُشخَّص بالأعراض النفسية الواضحة، وفي حالتك هذه أعراض واضحة جدًّا، ويجب عليك التوقف عن الفحوصات وعدم التردد على الأطباء الباطنية، والتوجه إلى طبيب نفسي ليقوم بأخذ تاريخك المرضي مفصَّلاً، وإجراء كشف للحالة العقلية، ومن ثمَّ وصف العلاج المناسب لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً