الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهاب المعدة والأمعاء وخائف من علاج الدوجماتيل فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتذر عن استشارتي الطويلة، وأريد منكم العون والمساعدة، فليس لي بعد الله سواكم.

أنا في حيرة عظيمة، ولا أعلم هل أعراضي نفسية أم جسدية، بدأت الحالة منذ خمسة شهور، عندما أذهب إلى النوم، وقبل أن أغفو أشعر بانقطاع النفس، فأفز لأخد النفس، أو أشهق بشكل بسيط، تكررت الحالة عدة مرات، ودخلت في دوامة التحاليل والصور والأطباء، أصبحت قلقا، وأفكر في بعض الأوقات أنني أعاني نفس حالة والدي -رحمه الله-، كان لديه احتشاء في القلب، وأصبح في آخر أيامه يعاني من قلة النوم كثيرا بسبب انقطاع نفسه أثناء النوم؛ بسبب تراكم السوائل في الرئة، وتضخم الكبد، والحصوات والمرارة، وغيرها.

كنت أعاني من حرقة وحموضة قليلة، ذهبت إلى طبيب الجهاز الهضمي، أجريت صور وأشعة للبطن، وتبين بأن لدي بعض الشحوم على الكبد، بحجم 14.8، قمت بإجراء الأشعة للصدر، والنتائج طبيعية، وتحليل الدم cbc طبيعي، ووظائف الكلى والكبد طبيعية، وتحليل البراز وجرثومة المعدة سلبي.

وصف الطبيب بيبتازول، موتيليوم، واستعملت الدواء لمدة شهر ونصف، وفي تلك الفترة كنت أشعر بالتخمة بعد الأكل، ولدي شعور بعدم الراحة، والضيق، وكنت أمارس الرياضة في المنزل مع رفع الأثقال، وتناولت المكمل الغذائي لمدة ثلاثة أيام، ظنا مني بأنه مفيد لرياضة رفع الأثقال، تناولت حبوب أمينو وبودرة بروتين.

أجريت منظار المعدة، وتبين بأنني أعاني من الالتهاب في المعدة والأمعاء، علما أنني كنت استعمله قبل المنظار بشهر ونصف بيبتازول + موتيليوم، أجريت المنظار وأخذت عينة من المعدة من أجل جرثومة المعدة، وكان سلبيا، وطلب الطبيب أن أستمر على الدواء.

أجريت تخطيطا للقلب، وكان في التقرير (HR 60 /min ST depression in V4,1,AVL,11,111 AVF , peaked tall T in V2-V6)، وأجريت إيكو القلب، وقال الطبيب بأن هناك ارتجاعا خفيفا في الشريان الرئوي، ولا يعتبر خطيرا، لأن الأجهزة دقيقة جداً، وتكشف كل شيء، ولا داعي للقلق، والقلب سليم -الحمد لله-.

بدأت الحالة منذ شهرين، وما زالت مستمرة، وأشعر بضيق لا أعرف وصفه، وأحيانا أشعر بنفخة لا أعلم سببها هل هو الأكل أم الدواء، أم أنه سبب آخر، أتجشأ كثيرا بعد الأكل، وأشعر بشيء مضغوط يدفعني إلى التجشؤ، علما أنني اتبعت حمية قاسية جدا، حمية تعتمد على الخضار، والأرز المسلوق، والعنب والتفاح والرمان فقط.

وصف الطبيب دواء اسمه دوجماتيل للمعدة والقولون والقلق، أنا متردد جدا في استعماله، أتناول حبوب الفحم للغازات، وأحيانا استعمل دواء ديسفلاتيل، وأحيانا دواء اسمه ليبراكس، كل دواء منفصل بمدة معينة.

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ basheer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض المذكورة في الاستشارة تتماشى مع حالة التهاب المعدة، وأعراض القولون العصبي، أو تشنج القولون والغازات الناتجة عن هذه الإصابة, وهذه الحالة تحدث غالبا بسبب التفكير الزائد بالمرض، وكذلك القلق الذي تعاني منه, ولا يمكن مقارنة الأعراض التي تعاني منها بحالة والدك -رحمه الله- لأن الأعراض المذكورة عن حالة الوالد تدل على إصابته -رحمه الله- بقصور القلب التالي لاحتشاء عضلة القلب.

بينما في حالتك فقد أكد لك الأطباء حول سلامة القلب -الحمد لله-، لذا يفضل اتباع الحمية المذكورة في الاستشارة السابقة, ولا مانع من استعمال دواء الدوجماتيل، لأنه يفيد في حالة القولون العصبي، وكذلك في حالة القلق، وهو من الأدوية السليمة، والتي لا يخشى من استعمالها لمدة طويلة.

ينصح بالمتابعة الدورية مع أطباء القلب كل ستة أشهر إلى السنة، لإعادة إيكو القلب، والاطمئنان لاستقرار حالة الصمام الرئوي.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.
+++++++++
انتهت إجابة: د. محمد مازن .... تخصص باطنية وكلى.
تليها إجابة: د. محمد عبد العليم .... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++

كما ذكر لك الدكتور/ محمد مازن، فإن حالة والدك -عليه رحمة الله تعالى- لا علاقة لها بما تشتكي منه أنت الآن، وأعراض الجهاز الهضمي التي تُعاني منها بالفعل تدل على وجود جانب نفسي، فالقلق –والذي أحِبُّ أن أسميه القلق المقنع؛ لأنه ليس قلقًا ظاهرًا– يلعب دورًا كبيرًا في تكوين الأحماض في الأمعاء وكذلك تقلصات القولون، مما ينتج عنه نوعية الأعراض التي تشتكي منها.

أيها الفاضل الكريم: الرياضة سوف تكون أفضل علاج بالنسبة لك، لا تستغرب كلامي هذا، هذا أمرٌ مُجرَّب، والتمارين الاسترخائية أيضًا مفيدة جدًّا، وعدم التردد على الأطباء مطلوب جدًّا في حالتك، وذهابك للأطباء يجب أن يقتصر على المراجعات الدورية، الذهاب إلى طبيبك مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر مثلاً، تنظيم الغذاء، النوم الليلي المبكر، هذا كله يفيدك.

أما بالنسبة لعقار (دوجماتيل)، والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد)، فهو دواء بسيط، خاصة حين يُستعمل بجرعات بسيطة، مثلاً خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً، هنا نضمن سلامة الدواء تمامًا، وأثره الوحيد الذي قد يحدث هو رفع هرمون الحليب (برولاكتين)، وعادةً يكون بسيطًا جدًّا، وليس له تأثيرات سلبية حقيقية، لكن حين تكون الجرعات عالية ويكون ارتفاع هرمون الحليب شديدًا نسبةً لأن الجرعة كبيرة، هنا قد يحدث تثدِّي للرجل –أي تضخم الثدي– وربما تحدث أيضًا بعض الصعوبات الجنسية البسيطة.

الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً يجب أن تطمئن له، وسوف يفيدك له، استعمل هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وسوف تجني فائدته -بفضل الله تعالى-، خاصة إذا قمت بممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وعدم التردد على الأطباء بكثرة.

بمناسبة الدوجماتيل: يوجد منتج سعودي ممتاز يسمى (جنبريد)، وهو زهيد الثمن جدًّا وفائدته كبيرة -إن شاء الله تعالى-.

دواء الـ (ديسفلاتيل)، ليس هنالك ما يمنعك من استعماله على فترات متباعدة، أما الـ (ليبراكس)، فلا تُكثر منه، لكن تناول حبة مرة أو مرتين في الأسبوع ليلاً لا بأس به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً