الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي من القلق والتوتر والخوف من المستقبل أفقدني طعم الحياة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أعاني من التوتر والقلق والخوف من المستقبل، راجعت الطبيب، ووضح لي أنه وسواس قهري، وصرف لي بروزاك حبة واحدة في اليوم.

في بداية الأمر شعرت بتحسن كبير، ولكن بعد مرور الوقت خف الأثر، مع العلم أنني ما زلت مستمراً على العلاج قُرابة سنتين ونصف، وما زالت أشعر بالخوف، كأن أخاف على والدي المريض، وأتوقع أن يدخل المستشفى في أي لحظة، وأخشى أن أرافقه في المستشفى، فأبقى في خوف شديد كل يوم بانتظار ذلك الشيء.

كما أشعر بالارتباك والتوتر والقلق في مجال عملي عند حضور المشرف، هذا الخوف عطل حياتي، وأفقدني طعم الحياة، وسبب لي مشاكل في بيتي، ومع إخوتي، وأتمنى الوصول لعلاج يريحني، فهل أستمر على البروزاك، أم أزيد جرعته، أم أضيف معه علاجاً أخر، وما هي مدة العلاج المطلوبة، وكيف أترك العلاج؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أرحب بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: ذكرتَ أنك تعاني من المخاوف ومن القلق، وحين مقابلتك للدكتور ذكر أنك تعاني من وسواس قهري، الوسواس أحد مكوناته القلق وربما يكون الخوف.

العلاج الدوائي -وهو البروزاك- علاج جيد، لكن يجب ألا تعتمد على الدواء فقط، يجب أن تُغيّر نمط حياتك، أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأنتَ -أخي الكريم- لديك ما نسميه بالقلق التوقعي، فأرجو ألا تكون متشائمًا، وبالنسبة للقلق حول صحة الوالد، وأنه في أي لحظة ربما يدخل المستشفى: أسأل الله له العافية، -أخي-: هذه الأمور تحدث في الحياة، فقط قم بواجبك، وكن أكثر توكلاً، ولا تكن متشائمًا أبدًا، ونظِّم وقتك، وأكثر من التواصل الاجتماعي، مارس الرياضة، حقِّر الفكر السلبي، وابنِ دائمًا فكرًا إيجابيًا. والإنسان الذي ينفع نفسه والآخرين هو من أفضل الناس، فاسعَ لذلك دائمًا.

مثل هذا النوع من نمط التفكير الذي حدَّثتك عنه يصرف انتباهك من القلق والتوتر والخوف والوسوسة، بل يحوّل طاقتك النفسية إلى طاقاتٍ إيجابية، وبالنسبة للعلاج الدوائي: البروزاك دواء ممتاز ورائع، وربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى أربعين مليجرامًا، لكني أريدك أن تستشير طبيبك في ذلك، ويمكن أن تُدعمه أيضًا بعقار (سلبرايد)، والذي يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، أو (جنبريد)، والجرعة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، وإذا لم تتحسَّن أمورك فربما تحتاج أن تُغيّر البروزاك إلى زولفت، والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين)، فهو دواء تخصُّصي جدًّا في علاج الخوف، خاصة القلق التوقعي المصاحب له والوسواس، كما أنه يُحسِّنُ المزاج، لكن لا أريدك أن تقْدِم أبدًا على أي تغيير دوائي دون أن ترجع إلى طبيبك، هذه مجرد مقترحات اقترحتها لك، لأبشِّرك بأن الحلول كثيرة وكثيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً