الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من المس منذ صغري ولم أكتشف ذلك إلا مؤخراً، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 18 سنة، أعاني من المس منذ صغري، ولكني لم أكتشف هذا إلا منذ سنة واحدة، ومنذ اكتشافي له بدأت أصلي، وأقرأ القرآن، لأتشافى، ولكني من التزامي بالدين انهالت علي أمراض كثيرة، مثلاً في الشهر الماضي أصابني ألم في الورك، وألم في البلعوم، وحرارة قوية، وانتفاخ في ثديي، وتعب لا يوصف.

أنا منذ ثلاثة أشهر قاطع للصلاة، وقراءة القرآن، بسبب كثرة الأمراض تعبت من المشافي، كل يومين في مستشفى، لم أستطع إكمال الرقية بسبب المس الذي يتحكم بجسدي وعقلي، ومرت فترة عليّ أن دخلت عالم الوسواس، وكدت أجن منه! ماذا أفعل؟ أرجو النصيحة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أيها الولد الكريم في الشبكة الإسلامية ورداً على استشارتك أقول:

لم تخبرنا كيف اكتشفت أنك مصاب بالمس؛ فإن كنت عرفت ذلك عن طريق الرقية لدى راقٍ أمين وثقة، فننصحك بالاستمرار في الرقية حتى يتم الشفاء، بإذن الله تعالى.

لقد كنت سلكت الطريق الصحيح الذي هو جزء من علاجك، وهو أداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، وأنت رجل بالغ، ويجب عليك أن تؤدي ما افترض الله عليك، وليس لأنك أصبت بالمس وتريد أن يشفيك الله من ذلك، وفرق بين من يؤدي الفرائض امتثالاً لأمر الله، ومن يؤديها لغرض آخر.

لا علاقة لما تصاب به من الأمراض بالالتزام بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم، فليست سبباً لذلك، بل هنالك مسببات أخرى يدركها الأطباء، ويجعلونها أسباباً لما يصاب به الإنسان، وإنما يسول لك الشيطان بأن العبادات هي السبب لتترك فعلها، وفعلاً تم له ذلك فقد تركتها منذ أشهر كما ذكرت.

عُدْ إلى صلاتك واستمر في الرقية لدى راقٍ أمين، واجتهد في أن تقرأ سورتي البقرة وآل عمران إن استطعت يومياً، وإن لم تستطع ففي كل يوم سورة، فإن لم تستطع التلاوة فاستمعها استماعاً.

اِرقِ نفسك بنفسك صباحاً ومساء بشيء من القرآن والأدعية النبوية، وتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت حال سجودك لله، وسله أن يشفيك ويعافيك، وثق صلتك بالله، واجتهد في تقوية إيمانك، وأكثر من نوافل الصلاة وتلاوة القرآن، فذلك سيجلب لك الحياة الطيبة، كما وعد الله تعالى بذلك، فقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ضيق على المس الشيطاني بكثرة الصوم فإنه من العلاجات المجربة، ولا تصغ لوساوس الشيطان وخواطره، ولا تسترسل بالتحاور معه، بل اقطع تلك الوساوس بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإنه سينخنس منك بإذن الله.

نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك إنه سميع مجيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً