الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرتكاريا، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من الأرتكاريا منذ 5 /2016، تأتي عبارة عن حبوب حمراء وتختفي بعد يوم مع حكة وسخونة بالجسم.

حصل لي انزلاق غضروفي وأخذت 3 حقن كورتيزون لعلاج الانزلاق، الارتكاريا اختفت منذ شهر 8 إلى شهر 11، هل هذا بسبب الكورتيزون؟ بعد ذلك رجعت لي مرة أخرى، ذهبت لمركز المصل واللقاح في الدقي بمصر، وقال لي حلل جرثومة المعدة، حللت وكانت النتيجة إيجابية، ثم ذهبت لدكتور باطني وكتب لي على علاج الجرثومة لمدة أسبوعين (كلاريثرومايسين واموكسيسيللين وكونترلوك).

أنا حاليا أصبح لي 11 يوما أتناول العلاج، وبفضل الله أشعر بتحسن كبير جدا، لكن تظهر حبوب أسفل الساق من الخلف وفي الفخذ، وأحيانا في الذراع، ولكن بدون حكة، وتظهر أثناء النوم فقط، وألاحظ آثارها عند الاستيقاظ وتختفي بعد ساعات.

قمت بتحليل الجرثومة أيضا، وبفضل الله كانت النتيجة سالبة.

أوضح أنني أخذت جميع الأدوية المضادة للهيستامين حتى كانت الجرعة في اليوم 6 أقراص من 3 أدوية مختلفة، ولم يكن هناك أي تحسن بحالة الأرتكاريا، التحسن ظهر فقط بعد علاج الجرثومة.

هل لا بد أن أستمر على العلاج لمدة 14 يوما؟ حتى تختفي تماما أعراض الأرتكاريا أم أتوقف عن تناول العلاج؛ لأن النتيجة سالبة؟

هل أنا أمشي على الطريق الصحيح في علاج الأرتكاريا؟ وهل فعلا سببها جرثومة المعدة أو أي نوع من البكتريا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الأرتيكاريا أو الشرى؛ في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وبعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد، والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي ...) أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزء من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، أو التعرض للشمس، وفي العادة تلك الأنواع من الأرتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الأرتيكاريا في الشدة أو تختفي مع مرور الوقت.

قد يصاب المريض بأنواع مختلفة من الأرتيكاريا في آن واحد، وأتصور في حالتك أنك تعاني من النوع المزمن الغير محدد السبب، وتوجد بعض الدراسات التي تجد علاقة بين جرثومة المعدة والأرتيكاريا، وأتصور أن علاجها بشكل فعال سوف يكون مفيد في حالتك وأتم العلاج وفق بروتكول الطبيب المعالج الباطني، وانتهي من العلاج في المدة المحددة وليس قبل ذلك.

التحسن أثناء علاج الانزلاق الغضروفي كان بسبب الكورتيزون المستخدم في العلاج، ولكن يجب أن تعلم بشكل واضح أن الكورتيزون بكل أنواعه لا يستخدم في علاج الأرتيكاريا إلا في أضيق الحدود، ولفترات قصيرة في الحالات الشديدة فقط، أو التي يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، وتستخدم لعدة أيام فقط.

وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين H1 من الجيل الحديث، ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة، وقد يصف الطبيب علاجات أخرى من مضادات الهستامين H2 أو بعض الفئات الأخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج الأرتيكاريا عند اللزوم، ولكن بعد استخدام الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح المتعارف عليه علميا.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصل مع طبيب مشهود له بالكفاءة والعلم للوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتقييم احتياجك إلى بعض العلاجات الأخرى بخلاف مضادات الهسيتامين التي من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر محمد الشقيرات

    للارتكاريا بإذن الله نغلي ورق الغار ونشربه كل يوم مرة او مرتين. او نخلط حليب بالكركم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً