الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من حالة فقدان جزئي للذاكرة وحالة خوف، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أخي بعمر 24 سنة، أعزب، فجأة حصل له حالة فقدان جزئي للذاكرة، منذ شهر، وعنده حالة خوف واستغراب، وفي أسئلة يسألهم كثيراً، إلى جانب ارتفاع في ضربات القلب، ويصيح بصوت عال، بينما صوته هادئ جداً.

علماً أنه لم يتعرض للضرب على رأسه أو صدمة شديدة، فهل هو ارتجاع في الذاكرة، وما هو تشخيص الحالة؟ وهل هي خطيرة؟ وما مدة العلاج المتوقعة؟ وما النصيحة عن كيفية التعامل مع الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاضطراب الذاكرة أو فقدانها جزئيًا أو كُليًّا يكون إمَّا لسببٍ عضوي أو لسببٍ نفسي، وفي مثل حالة هذا الأخ وفي مثل عمره غالبًا يكون السبب النفسي هو الأكثر احتمالية، وبما أن هذا الأخ لديه انفعالات نفسية تظهر في شكل تسارع في ضربات القلب وتهيج بصوتٍ عالٍ، الاحتمال النفسي كبير جدًّا أن الذي حدث له ربما يكون ناتجًا من صدمة نفسية معيّنة لسبب بسيط أو لسبب شديد، ومن ثمَّ حدث له ما يُسمى بـ (الحالة الانشقاقية) أو (الحالة التحوّلية)، كان في مضى تُسمى بـ (العُصاب الهستيري) لكن هذا المسمى لا يُفضَّل.

أنا أعتقد هذا هو أكبر الاحتمالات، وفي أحيانٍ أيضًا يكون الاكتئاب النفسي الشديد والمطبق سببًا في اضطراب الذاكرة والتذكُّر، لكن أنا أميل بصورة أكبر إلى أن الحالة سببها نوع من العُصاب الانشقاقي أو التحولي – كما يُسمَّى – والذي ربما يكون سببه نوع من الصدمة النفسية حتى وإن كانت واهية.

أنا لا أعتقد أن الحالة خطيرة، الحالة بسيطة، ومعظم هذه الحالات تنتهي تلقائيًا أو بعد أن يُعرف السبب وتُوضع الحلول والآليات، وهذا الأخ نحاول أن نُطمئنه، ونحاول أن نعطيه شيئًا من الاهتمام، وإذا لم تتحسَّن الحالة فأرجو أن تذهبوا به إلى طبيب نفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً