الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حيرة الفتاة وترددها في قبول الزواج بخطيبها الذي اطمأن له قلبها بسبب رؤيا أمها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله!
وجزاكم الله كل خير على نصائحكم السديدة!

مشكلتي أن شاباً تقدم لخطبتي، فبعد حيرتي صليت صلاة استخارة أكثر من مرة؛ فارتاح بالي واطمأنت نفسي والحمد لله! وفي صباح يوم من الأيام أخبرتني أمي أنها حلمت حلماً سيئاً يتعلق بزواجي بهذا الشاب بعدما صلت صلاة الاستخارة بعد صلاة الصبح، ومن ذاك اليوم وأنا في حيرة من أمري، ولا أدري ماذا أفعل، وكيف أتصرف؟ وما مدى صحة حلم أمي؟

علماً أن هذا الشاب على درجة من الخلق والدين، والحمد لله! أرجوكم أن تفسروا لي وتساعدوني في أقرب وقت ممكن من فضلكم، فحيرتي بين رؤيا أمي وبين اطمئنان قلبي بعد صلاتنا للاستخارة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن العبرة بصلاح ذلك الشاب، ثم باطمئنان قلبك وارتياح نفسك، خاصة وقد رزقت بهذا الشعور بعد صلاة الاستخارة، والعاقلة تخطب في الرجل دينه وخلقه؛ لأن السعادة لا تتحقق إلا مع رجل يخاف الله ويعامل أهله بأحسن الأخلاق، ويؤسس بيته على المودة والرحمة.

ولعل من الجوانب الإيجابية أيضاً: هذا الارتياح الذي استقر في نفسك، فإن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، كما أن العبرة بارتياحك أنت شخصياً للرجل الذي تقدم لك؛ لأنك صاحبة القرار وصاحبة المصلحة، وإنما تختار وترضى المرأة من يعاونها على قطع مشوار الحياة في طاعة الله والتمسك بدينه، ومن هنا جعلت الشريعة هذا الحق للمرأة وحدها، وأرادت لآراء الآخرين أن تكون خادمة لهذا الغرض، ومساعدة للتآلف، ولم تبح الشريعة للأهل التدخل إلا إذا شعروا بغرر أو ضرر يمكن أن يصل إلى ابنتهم.

والأحلام المزعجة المختلطة من الشيطان، ومشاهدات الإنسان في النوم لا تفسر بحسب ما ظهر منها في كل الأوقات، وإذا اتقى الإنسان ربه في صحوه فلن يضره ما يراه في نومه، أو يرى له، فاحفظي الله يحفظك، وأكثري من التوجه إليه سبحانه، ولا داعي للتردد في القبول بصاحب الدين، والحياة فرص، وخير البر عاجله.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً