الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع الأنفلونزا التي أحبطتني ولم أجد لها علاجا؟

السؤال

السلام عليكم
أعجز عن التعبير عن مدى حبي وتقديري لهذا الصرح الكبير، جزاكم الله خيراً.

أنا بعمر 23 سنة، لا أدخن (ولله الحمد) منذ سنوات عديدة لا أحب تناول المثلجات، وأي شيء شديد البرودة لا أتقبله نهائياً.

لدي حالة سببت لي عقدة منذ 7 سنوات، وهي: تصيبني الأنفلونزا الموسمية من تقلبات جوية وخلافه أكثر من مرة في العام، وفي العادة تكون مصاحبة لالتهاب في الحنجرة، وهذا حسب علمي طبيعي!

أما غير الطبيعي بدأ منذ 7 سنوات، تأتي الأنفلونزا مصاحبة لالتهاب قوي في الحنجرة مع الأذن، وكأنه يوجد سيخ حديدي داخل أذني، لا أستطيع حتى شرب الماء، وأشعر كأن هناك طعما غريبا في الحنجرة مثل الصدى، وطوال فترة وجود الالتهاب يخرج مخاط من الأنف غليظ جداً، وبلغم غليظ.

منذ 7 سنوات لا تصيبني الأنفلونزا إلا وتصاحبها هذه الحالة! بل وفي بعض الأحيان يأتي الالتهاب قبل الأنفلونزا بيوم أو يومين.

أما الدواء فأتناول مضاداً حيوياً بين 500 mg و650 mg، وأصبح في آخر سنتين لا يأتي بنتيجة، ونصحني الصيدلي بزيادة الجرعة ل 1G.

هذه الحالة أصابتني بالإحباط، ويتوقف لدي التحسن أسبوعين حتى أتحسن! ذهبت قبل سنتين ونصف لاختصاصي أنف وأذن، وشخص الحالة، التهاب بأنها حاد في الحنجرة من الخلف، وهذا سبب شعوري بوجود الالتهاب في الأذن، وصف لي أدوية مع مضاد، ولم أستفد شيئا.

فهل هذا طبيعي؟ أريد نصيحتكم، ماذا أفعل؟ هل يمكن تجنب هذه الحالة بأي طريقة؟ وهل لقاح الأنفلونزا يمكن أن يكون الحل؟ وهل هو فعلاً فعال؟ وما هي نصائحكم لزيادة المناعة في الجسم؟ علماً أني لست محباً للألبان أو للحليب، وأريد وصفة تنصحوني بها تكون بمثابة عادة يومية أتبعها لزيادة المناعة؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تكرار أدوار البرد وما يصاحبها من انسداد بالأنف يسبب انسداداً مزمناً بقناة أستاكيوس، وهي القناة الممتدة من نهاية البلعوم الحلقي، وحتى الأذن الوسطى لتعادل الضغط على جانبي الطبلة.

بانسداد تلك القناة يتكون ضغط سلبي داخل الأذن الوسطى، مما يقلل من مستوى السمع التوصيلي، مع صوت طقطقة أو فرقعة في الأذن، مع البلع أو التثاؤب، أو مع حركة الفك السفلي، وقد يتفاقم الأمر حتى يحدث التهاب بالأذن الوسطى، وهذا يفسر الآلام التي تشعر بها في أذنك مع أدوار البرد.

يجب الحرص والتقليل من استخدام الجوال بقدر الإمكان، وخاصة المكالمات الطويلة، لما تسببه الموجات الكهرومغناطيسية الصادرة من الجوال من آلام على الأذن، لكي نساعد على فتح قناة أستاكيوس وعودة الأمور إلى سابق عهدها يجب أن نعالج سبب انسداد الأنف، والمؤدي إلى تلك المشكلة، سواء كان سبب الانسداد البرد أو غيره.

الغالب أن تكون أدوار البرد والإنفلونزا مصحوبة برشح وعطاس وانسداد بالأنف، وسعال وبلغم على الصدر، وارتفاع بدرجة الحرارة، وأثناء السعال والكحة يكون هناك ضغط شديد على الحبال الصوتية، مما يسبب التهاباً بها وبالحنجرة.

أما كونك تتعرض دائماً للعدوى: فذلك لضعف مناعتك ومقاومتك للفيروس، ولذا يجب عليك تجنب تناول المشروبات والعصائر المثلجة، وكذا تجنب التيارات الهوائية المباشرة سواء من مكيفات أو مراوح أو خلافها، وكذا تجنب التدخين والمدخنين، وكذا تجنب السهر المبالغ فيه، فكل ذلك من شأنه أن يضعف مناعة الغشاء المخاطي المبطن للأنف والحلق.

كذلك يجب الإكثار من تناول فيتامين سي - والمتواجد بكثرة في البرتقال والليمون والكيوى والجوافة - والذي من شأنه زيادة ورفع مناعتك.

أما عن تطعيم أو لقاح الأنفلونزا: فهو يعطي بعض المناعة ضد الإصابة بالفيروس، ولكنها ليست كاملة، وذلك بسبب ظهور سلالات وأنواع جديدة من فيروس الأنفلونزا كل وقت وحين، وأن اللقاح أو التطعيم يتم استخلاصه من السلالات التي ظهرت في العام المنصرم قبل إعداد التطعيم، وبالتالي السلالات التي ظهرت خلال تصنيع اللقاح أو بعده لا تتأثر بهذا اللقاح، وبالتالي يمكنك الإصابة بأي من تلك السلالات، والتي جاء اللقاح خالياً منها.

قد يكون اللقاح حلاً بجانب الاحتياطات الواجب الالتزام بها، لرفع مناعتك ضد الإصابة بفيروس الأنفلونزا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً