الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يتهمني زوجي بأنني سبب مشاكله ويهددني بالقتل، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة، أود التنويه بأن زوجي ذهب لطبيب نفسي، ووصف له ثلاثة أدوية وهي: سوليان وبروزاك وأنتابرو، استخدمها لمدة ثلاثة أيام فتحسن كثيرا، لكن الأدوية سببت له الخمول والنوم الطويل، وقلة الحركة والمشي، وفي اليوم الثالث تعرض لشد قوي في الفك السفلي، وثقل في اللسان كاد أن يجن، وأعتقد أنها جلطة، فذهبنا به للمستشفى، ورفض أن يكمل الدواء، كما رفض العودة للطبيب النفسي.

بعد جهد كبير أقنعته للذهاب للطبيب، فأوقف له البروزاك والسوليان، وكتب له دواء آخر مع أنتابروالذي استمر عليه و‏اسمه olanzapine 5 mg حبة قبل النوم، ولم يشتر الدواء، وطردني من البيت، وقال لي: بأنه يتخيل دائما أنه يقتلني، ويخاف أن يفعل ذلك، وقل نومه كثيراً، وفي الليل دائما أستيقظ عليه وأجده مستيقظاً، ويجلس عند رأسي، وقد هددني أنه يشعر بالرغبة في قتلي أكثر من مرة، ويتهمني أنني السبب في مشاكله، وأنني أرسلت له من يفضحه.

كما يتهمني بأنني أريد الطلاق، والذهاب به للمحكمة وفصله من عمله، وتوهمات كثيرة، لا أدري ماذا أفعل؟ وأخاف أن يقتلني ولدي أطفال، وأريد العودة له لكي أقنعه بالعلاج، فهل هناك أمل في شفائه بشكل أكيد، أم يجب الابتعاد عنه؟ كل فترة نغير السكن ومفاتيح المنزل لاعتقاده بأن البيت هو مصدر المشاكل، أشعر بأن حياتي توقفت، ماذا أفعل؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، ورسالتكِ وجدت مني اهتمامًا كبيرًا وكبيرًا جدًّا.

هذا الأخ يُعاني من مرض، ويمكن أن يُعالج، هذا هو الذي أحتِّم عليه، هذه الأفكار الظنانية الشريرة التي يُعاني منها يجب أن تُعالج، وأنا لا أريد أن أبني فيك الخوف والهلع منه، لكن قطعًا ما يقوله مهم ويجب ألا نتجاهله.

والعلاج من خلال الدواء، هنالك أدوية فاعلة، أدوية سليمة، أدوية ممتازة، -وإن شاء الله تعالى- يتقبّلها، وفي مثل حالة زوجك الكريم أنا أميل لإعطاء الإبر، هنالك عدة إبر طويلة المدى معروفة لدى الأطباء النفسيين، زوجك الكريم سوف يستفيد منها كثيرًا، وهي ضمان كافي أنه يتناول العلاج، وأعتقد أن هذا هو المخرج، أن يتناول هذه الإبر، معها يُعطى علاجًا دوائيًا بسيطًا.

فيا -أيتها الفاضلة الكريمة-: تكلَّمي مع زوجك بكل ودٍّ، وانصحيه أن يذهب إلى الطبيب، واذهبي معه، وهذه الحالات تُعالج وتُعالج بصورة ممتازة جدًّا، فأرجو أن تُساهمي في علاجه لتعود له صحته، -وإن شاء الله تعالى- تفرحوا بذلك، أنا حقيقة أثمِّنُ كثيرًا قولك أنك لا تريدين التخلي عنه، هذا أمرٌ طيب، لكن في ذات الوقت يجب أن تتحركي تحرُّكًا إيجابيًا لأن يُعالج هذا الأخ، وأنا أقول لك أنه سوف يُشفى تمامًا -بإذن الله تعالى-، فهذه الحالات تُعالج، هذه الأفكار الظنانية البارونية مزعجة ومؤلمة لكم، وأنا حقيقة أبشرك بأنها تُعالج، فأرجو أن تذهبوا به إلى الطبيب، وفي الوقت الحاضر الأولانزبين الذي يتناوله دواء ممتاز، لكن خمسة مليجرام جرعة صغيرة، هذا الأخ يحتاج لعشرين مليجرامًا على الأقل في اليوم، لكنها حقيقة تؤدي إلى زيادة في الوزن وإلى النعاس. توجد أدوية بديلة معروفة للأطباء، وكلها فاعلة، وكلها ممتازة، المهم بالنسبة لي هو: أن يذهب هذا الأخ إلى الطبيب بأي طريقة، لا يُؤجَّل الموضوع.

طبعًا تجربته التي مرَّ بها وهي: التململ الحركي والشد العضلي: هذا سببه الدواء، وهي تجربة مؤلمة للمريض جدًّا حتى وإن لم تكن خطيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأرجو أن تتواصلي معي لتُخبريني بما تمَّ فما يتعلق بعلاج زوجك الكريم، وأسأل الله أن يحفظك أنتِ وأولادك، وكوني معه دائمًا في جانب الطيبة، وأن تُطمئنيه، وهذا الأخ حين يواصل العلاج أنا متأكد أن كل هذه الأفكار -إن شاء الله تعالى- سوف تختفي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً