الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق وصعوبة النوم، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر25 سنة، لدي طفلان، الحمد لله.

بسبب تراكمات نفسية سابقة عانيت من مشاكل نفسية، كان أولها الأرق والاكتئاب، مما أدى إلى ضعف حالتي الصحية والنفسية، ونقص شديد في الوزن، بعد فترة تعالجت الحمد لله، وصرف لي الطبيب عقار (اسيـتا -قرص بعد الغداء، وميرتـيماش - نصف قرص بعد العشاء) لمدة ثلاثـة أشهر، وتحسنت جداً جسدياً ونفسياً، واستعدت صحتي ونفسي التي كدت أفقدها.

بعد انتهاء فترة العلاج بدأت أعاني من اضطرابات في النوم مجدداً، أنام ساعة أو ساعتين فقط، مما سبب لي الإجهاد النفسي والجسدي.

أرجو منكم الإفادة، ولكـم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم البنين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية.

الاكتئاب كثيرًا ما يكون سببًا في الأرق، والأرق الشديد يؤدي إلى القلق، والقلق يؤدي إلى المزيد من الأرق، وهكذا يدخل الإنسان في هذه الحلقة المفرغة، وقطعًا النقصان الشديد في الوزن دليل قاطع على ضعف الشهية، وهذا يحدث أيضًا مع القلق والاكتئاب.

أحسبُ أن فحوصاتك سليمة، لكن إذا لم تقومي بفحوصات طبية عامَّة منذ فترة قريبة فأرجو أن تذهبي إلى طبيبك – وأقصد بذلك طبيب الباطنة أو الطبيب العمومي – لتقومي بإجراء الفحوصات الطبية الروتينية العامَّة، هذا لمجرد التأكد من صحتك، وتحديد نسبة الهيموجلوبين وقوة الدم، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص، يجب أن تُحدد؛ لأن هذه الفحوصات وما تحمله من نتائج يُفيد أيضًا ما هو المسار العضوي لحالتك الجسدية، فعلى سبيل المثال اضطرابات إفراز الغدة الدرقية تؤدي إلى اضطرابات نفسية، هذا أمرٌ معروف.

أنا لا أقول إن لديك علّة عضوية، لكن الضرورة الطبية الصحيحة تقتضي أن تتم هذه الفحوصات.

بصفة عامَّة: الأدوية التي كُتبتْ لك أدوية جيدة، الـ (ميرتـيماش) والذي يسمى علميًا (ميرتازبين) على وجه الخصوص دواء جيد جدًّا لتحسين النوم، ولتحسين الشهية نحو الطعام، ولتحسين المزاج العام، لأنه في الأصل أحد مضادات الاكتئاب.

أن تتناولته مع الدواء الآخر لمدة ثلاثة أشهر، أعتقد أن هذه مدة قصيرة، نحن دائمًا نقول أن الحد الأدنى للفترة العلاجية في حالات الاكتئاب النفسي يجب ألا يكون أقلَّ من ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة.

إذا كان بالإمكان أن تُراجعي طبيبك فأرجو أن تقومي بذلك، وإن لم يكن بالإمكان فأقترح عليك تناول الميرتيماش وحده بجرعة نصف حبة – أي خمسة عشر مليجرامًا ليلاً – لمدة ثلاثة أشهر على أخرى، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة ربع حبة، أي سبعة ونصف مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذه طريقة جيدة.

مع العلاج الدوائي يجب أن تكوني إنسانة متفائلة، وأنت في عمرٍ طيب، فيه طاقاتٍ عظيمة، ورزقك الله تعالى الذرية، ولديك الزوج الذي أحسبه صالحًا، فلا تكوني سلبية في تفكيرك، كوني إنسانة إيجابية، متفائلة، نظّمي وقتك، أحسني إدارة بيتك، احرصي على صلواتك، احرصي على بر والديك، ويجب أن تكون لديك أنشطة اجتماعية نافعة. هذا كله يزيل الاكتئاب. الاكتئاب يُهزم ويُزال من خلال الفعاليات، ومن خلال التفكير الإيجابي، ومن خلال أن يسعى الإنسان أن يكون مفيدًا لنفسه وللآخرين، وهذه ليست صعبة المنال أبدًا.

اجعلي أيضًا غذاءك منظّمًا، وتجنبي تناول الشاي والقهوة بكثرة، خاصة في فترة المساء، وتجنبي النوم النهاري، وثبّتي وقت نومك في أثناء الليل، قد يكون الأمر ليس بالسهل مع الأطفال - ربنا يحفظهم - لكن يمكن تدبير هذا الأمر، واحرصي على أذكار النوم، هذا كله إن شاء الله تعالى يُساعدك كثيرًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً