الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف من عدم النوم يلازمني طوال اليوم، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 24 سنة، أعاني من وسواس الخوف، واضطرابات النوم، والخوف منه، أحيانا لا أنام لمدة يوم أو يومين، عانيت من هذه الحالة منذ الصف الخامس الابتدائي، خاصة أثناء فترة الاختبارات، وتخف أثناء العطلات والإجازات.

والآن زادت كثيرا بعد التخرج من الجامعة، وأصبحت بصعوبة أستطيع الدخول في النوم، وأشعر بالضيق عندما أرى من حولي ينامون، وأشعر بالتعب والإرهاق، من صعوبة النوم، وأخاف بأن يتدمر مستقبلي، خصوصا وأنني مقبل على الوظيفة، ويجب علي الانضباط في الدوام.

أشعر بحرارة داخلية في جسمي، وأرق وقلق، وضيق، تعبت من هذه الحالة، واصبحت لا أفكر إلا بالنوم، وأحسب ساعات النوم، فأصبح النوم مثل الكابوس، فأصعب اللحظات في يومي عندما أذهب لكي أنام، لدرجة أني أصبحت أفضل السهر خارج المنزل لكي أبتعد عن بيئة النوم.

أحيانا أضع رأسي لكي أنام الساعة الثانية ليلاً، ولا أنام إلا العاشرة صباحاً، رغم أنني لا أعاني من أي أمراض بدنية، ولم يسبق لي أن تعاطيت أدوية حتى البنادول، ومضادات السخونة، ووضعي البدني جيد جداً -ولله الحمد-، ولكن وسواس الخوف من عدم النوم يلازمني طوال اليوم، وقد أتعب وأموت، فما الحل، وبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الوسواس هو تفكير متكرر، لا يستطيع الشخص مقاومته، ويُسبب له قلقًا، وطبعًا وسواس النوم هو التفكير المستمر في النوم، ولا يستطيع الشخص أن يُوقف تيار هذا التفكير، والتفكير الزائد يُسبب عدم النوم، وبالتالي يدور الشخص في حلقة مفرغة، وعليه أن يكسر هذه الحلقة لكي يستطيع النوم، أي: يحاول أن يفكّر في شيء آخر. لا تستطيع مقاومة التفكير في النوم، ولكن عليك التفكير في شيء آخر، وعدم الاسترسال في التفكير، وتتم هذه الأشياء بأن لا تحمل هموم الحياة إلى الفراش.

الأمر الآخر: واضح أنك تنام بالنهار، لأنك ذكرت أنك تتقلب في الفراش الساعة العاشرة ليلاً، ولا يأتيك النوم إلَّا في الصباح، وطبعًا عندما يأتيك النوم في الساعة العاشرة صباحًا، تنام لفترة طويلة في النهار، وهذا أيضًا يؤدي إلى عدم النوم ليلاً، وطبعًا الآن وأنت مُقبل على عملٍ، والعمل عادةً يكون في النهار فتحتاج أن تنام بالليل.

نظِّم وقت النوم -أخي الكريم- وحدِّد ساعة معينة تنام فيها ليلاً، وحاول قبل الذهاب إلى الفراش ألا تحمل هموم الدنيا، وفكّر في شيء آخر غير النوم، فكّرفي أشياء جميلة عملتها، حاول أن تسترخي، إذا خلدتَّ إلى الفراش ولم تستطع النوم فلا تتقلب في الفراش، انهض من الفراش وحاول أن تفعل شيئًا ما، ولا تبحث عن النوم، واجعل النوم هو الذي يبحث عنك، من خلال فعل شيءٍ، كقراءة شيء مسلٍّ، أو مشاهدة برنامج تلفزيوني خفيف، ولا ترجع إلى الفراش إلَّا عندما تكون في حالة نعاس شديد.

الشيء الآخر: حاول ألا تتناول المنبّهات والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، ويكون آخر عهدٍ لك بهذه الميقظات الساعة الخامسة مساءً، وأقصد بالمنبهات الشاي والقهوة والكولا والبيبسي، والشكولاتة والكابتشينو والنسكافيه وغيرها من المشروبات، وتجنب تناول أطعمة دسمة ليلاً، وتجنب العشاء متأخرًا، وتجنب الرياضات العنيفة ليلاً؛ كل هذه تؤدي إلى صعوبات في النوم، وأهم من هذا -كما ذكرتُ- محاولة عدم التفكير في النوم، والاستسلام إلى الوسواس، وذلك بالانشغال بأشياء أخرى، محاولة التفكير في شيء آخر، أو قراءة شيءٍ مُسل، أو مشاهدة برنامج في التلفزيون، وعليك بعدم النوم بالنهار، حتى ولو أدَّى هذا إلى التعب، تفادي النوم في النهار يوما أو يومين سوف ينتظم نومك -بإذن الله- ليلاً، وإذا انتظم النوم ليلاً يكون مدعاة لأن يذهب وسواس عدم النوم.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً