الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دواء (باروكسات) سبب لي آثارا سلبية، فهل يوجد دواء بديل عنه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر القائمين جميعاً على هذا الموقع متمنياً للجميع التوفيق.

باختصار كنت أعاني من قلق وخوف من الموت خاصة، وكنت لا أستطيع السفر والنوم أو الحياة وحدي، وأصبحت متعلقا بالناس وبمن حولي، وكنت أعاني من الخجل الاجتماعي، وقبل حوالي أربع سنوات أو أكثر بقليل ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي (باروكسات 30)، بعد فترة وجيزة أحسست بتحسن كبير وكان له أثر ممتاز جداً على حالتي النفسية، وأحسست باستقلالية كبيرة وبأنني أصبحت شخص عادي -ولله الحمد-، ولكن من آثاره السلبية فقد أصبحت الرغبة الجنسية لدي شبه معدومة، مع أنني لم أكن أعاني من شيء قبل استخدام العلاج، ولكن تم حل هذه المشكلة بإيقافه لمدة 3 أيام إلى أسبوع وتعود الأمور إلى طبيعتها.

وأيضاً من الآثار السلبية ارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول لدي بشكل عال، وأخذت أدوية لهذا الارتفاع ولكن دون جدوى، وبدأت بحمية قاسية وممارسة الرياضة ولكن لم يكن هناك أي تغيير، فأوقفت تناول الباروكسات لمدة أسبوعين، وعملت التحليل وكان هناك نزول بالدهون والكولسترول لا بأس به، وواصلت التوقف لمدة أسبوعين ثانية وحللت ووجدت نزولا أكثر من النصف فيها، وأفادني الدكتور المختص بأن السبب هو الباروكسات ويجب عليك إيقافه نهائياً، وفعلت ذلك وللأسف لم أتدرج بذلك، فأصبح لدي قلق خفيف، وعصبية، وتهيج بالقولون، وسوء في المزاج وبالأخص اضطرابات في النوم زادت من حدة هذه الآثار، فوصف لي الدكتور دوغماتيل 50 حبة صباحاً ومساء، ولكني لم أتحسن، وأريد العودة للباروكسات ولكنني أخشى من ارتفاع الدهون الثلاثية والكولسترول مرةً أخرى.

فبماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زياد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم الـ (باروكستين) أو ما يُعرف تجاريًا (زيروكسات) من الأدوية الفعالة جدًّا في علاج القلق والخوف، وهو في المقام الأول من فصيلة الـ (SSRIS)، لكن فعلاً من آثاره الجانبية: المشاكل الجنسية، وقد يكون تأخير القذف المنوي، أو حتى ضعف الأداء الجنسي، وهذا ما حدث معك - أخي الكريم -. ومن آثاره الأخرى: زيادة الوزن، وقد يكون زيادة الكولسترول وارتفاع الدهون ناتج عن زيادة الوزن، يعني: الباروكستين لا يؤدي إلى زيادة الكولسترول والدهون مباشرة، ولكن يؤدي إلى زيادة الوزن، ومن ثمَّ زيادة الوزن تؤدي إلى زيادة الدهون والكولسترول، وطبعًا أنتَ فعلتَ ما بوسعك لتخفيف زيادة الوزن - كما ذكرتَ - بعمل رجيم قاسٍ وممارسة الرياضة، ولكن لم تتم الاستجابة إلَّا بعد أن توقفت عن الباروكستين.

طالما هذا ما حصل معك فإن زيادة الكولسترول وزيادة الوزن لها مخاطرها الصحية المعروفة، وطالما ظهرت الأعراض النفسية الأخرى فأرى أن تُجرِّب دواءً آخر، هناك أدوية كثيرة قد تُساعد على علاج القلق والتوتر، ولكن لا تؤدي إلى زيادة الوزن، وبالتالي لا تؤدي إلى زيادة الكولسترول والدهون، ويمكنك التشاور في هذا مع طبيبك النفسي، الذي أعطاك الباروكستين في المقام الأول، اشرح له ما حصل معك في زيادة الدهون والكولسترول، وأننا نصحناك بأن تُوقف الباروكستين، لأنه هو سبب هذه الأشياء، ولكن عادتْ إليك اضطراب القولون والقلق والتوتر، والدوجماتيل لم ينفع معك.

أرى أنك تحتاج إلى دواء آخر من نفس فصيلة الـ (SSRIS) لا يؤدي إلى زيادة الوزن، وهناك قائمة من هذه الأدوية، وأفضِّل أن تأخذها بعد التشاور مع طبيبك النفسي والمتابعة المستمرة في هذا الشأن، ومن المهم جدًّا - يا أخي الكريم - في العلاج النفسي دائمًا المتابعة، والمتابعة إمَّا بملاحظة مدى الاستجابة على الدواء، أو ملاحظة وجود آثار جانبية، والتعامل معها حينها.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً