الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت طعاما فاسدا وتأثرت صحتي كثيرا بعده

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 30 سنة، منذ 13 يوما أكلت كفتة باللحم مع أصدقائي، وكان الطعام فاسدا، لأن أحد أصدقائي تقيأ بعد الأكل بثلاث ساعات، وأنا عانيت من الصداع في مقدمة الرأس وشعرت بالإعياء، ومنذ ذلك اليوم وأنا مريض جداً، ولا أعرف السبب.

أخذت دواء فلاجيل 500، لمدة ثلاثة أيام، 10 أقراص، وكنت لا آكل كثيرا، مرة في اليوم فقط، ويكون الطعام بسيط جدا، كالبطاطس المسلوقة، وأخذت حبتين في وقت واحد 500، وبعدها مرضت أكثر، ذهبت لطبيب الباطنة، وعملت تحاليل البول والبراز، وصورة دم كاملة، و iron serum، ووظائف الكبد، وسونار البطن والحوض، وكلها سليمة وطبيعية.

منذ خمس سنوات أصبت بفيروس A، وبعدها بالميكروب الحلزوني وشفيت منهم -الحمد لله-، والآن أعانى من الهزال الشديد، والتثاؤب، والدوخة، ولا أشعر بالجوع، ولدي تقلبات في البطن عند الاستيقاظ صباحاً، وأتبرز مرة واحدة صباحا، ويكون الخروج بين الإسهال والإمساك، ورائحة الغازات والبراز كريهة، ودائما أعانى من آلام متفرقة وكسل، وأنام لأوقات أطول من المعتاد.

حينما أجلس أمام الكمبيوتر أشعر بالإرهاق والزغللة وعدم التركيز، وأحيانا أشعر بالصداع، وأي مجهود يتعبني، ولدي ثقل بالرأس، وألم في جوانب الجسم من الظهر، وأشعر بأن ضربات قلبي أحيانا قوية.

قبل تناول الدواء المذكور كان عندي طعم غريب في الفم بشكل دائم، وإفرازات باللعاب كثيرة، وبعد الدواء قلت الأعراض، والطعم يأتي على فترات وليس بشكل دائم، فقدت من وزني، وصار لوني يميل للأصفر، وتحت عيني أسود بشكل سيط، ولدي هبوط، وأدوخ أكثر من مرة، وعندما أذهب للصيدلية وبد قياس الضغط، يظهر القياس منخفضا، فيعطيني الصيدلي نقطا للضغط على الرغم من أن ضغطي طبيعي بالأساس، وأنا لا أعانى من مرض الضغط أبدا.

حدث ذلك منذ 13 يوماً ولا أعرف السبب فيما أعانيه! ساعدوني أرجوكم لأن حالتي النفسية صعبة، البعض يقول بأنني محسود أو مسحور، وأنا تعبت وخائف، وأتناول نكسيام 40 حتى موعد الاستشارة عند الطبيب مرة أخرى.

ملحوظة: أقلعت عن التدخين منذ شهرين، فجأة بدون تخفيف، كنت مدخنا لمدة سنة ونصف، تدخينًا شرهًا جدا، وكنت مريضا بحساسية الأنف والصدر المزمنة، وكنت أستخدم البخاخات ولكن حالتي تحسنت منذ سنتين. حالتي مستقرة في الحساسية بالوقت الحالي.

أرجو الإفادة بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نبارك لك الإقلاع الفوري عن التدخين، وحتى لا يوسوس لك الشيطان بأن الإقلاع الفوري عن التدخين هو سبب مشكلتك الصحية، فنقول لك على العكس تماما، فإن الإقلاع الفوري عن التدخين سوف يسمح للهيموجلوبين بحمل الأكسجين فقط إلى الخلايا، وليس كما في حال التدخين حمل الغازات السامة مثل أول وثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر على حيوية الخلايا، وسوف تلاحظ تحسنًا في التنفس، واختفاء الكحة تدريجيا، فلا تستسلم لأصدقاء السوء، ولا تعد خطوة للخلف، ولا تعد إلى السيجارة مرة أخرى.

لا يؤدي تناول وجبة فاسدة إلى كل تلك الأعراض، فقد يؤدي تناول طعام فاسد إلى قيء وإسهال ونزلة معوية، وقد يؤدي إلى حموضة لعدة أيام، إذا احتوى الطعام على بكتيريا أو دهون زائدة، وينتهي بعد ذلك أثر تلك الوجبة الفاسدة، ولكن الأعراض التي تشتكي منها لها أسباب أخرى، من بينها جرثومة المعدة، ومن المعروف أن الإصابة بتلك الجرثومة يؤدي إلى الحموضة، والشرقة، أو الكحة الناتجة عن وصول أحماض المعدة إلى الحلق، وتشخيص تلك البكتيريا من خلال تحليل البراز، للبحث عن H-Pylori antigen، أو من خلال اختبار the urea breath test، وعند تشخيصه فإن له علاج يسمى العلاج الثلاثي، ويتم تناوله لمدة 14 يوما متواصلا، وذلك يؤدي إلى القضاء على جرثومة المعدة بنسبة 95%.

الأمر الآخر أن القولون العصبي يؤدي إلى نوبات من الإسهال والإمساك، ويؤدي إلى عسر الهضم، والغازات، والشعور بالامتلاء، والانتفاخ، ووجود الأكياس الأميبية والجارديا يؤدي إلى رائحة البراز الكريهة، وإلى عسر الهضم، ولذلك من المهم إعادة تحليل البراز ثلاث مرات متتالية، وعند وجود أكياس الأميبا المتحوصلة أو النشطة، فيمكنك تناول حبوب Furazol، قرصين ثلاث مرات في اليوم لمدة 7 إلى 10 أيام.

للتخلص من الشعور بالامتلاء المصاحب للقولون العصبي يجب الإكثار من الخضروات الطازجة، والسلطات، وزيت الزيتون، والخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وشوربة الشوفان، والبرغل، وجريش القمح، وتلبينة الشعير المطحون، وهذه الأطعمة تحتوي على كثير من الألياف والسوائل الضرورية للقولون، وبالتالي يخرج البراز أو الغائط لينا، وتقل تبعا لذلك كمية الغازات الخارجة والمتكونة من تخمر الطعام، مع إمكانية تناول حبوب الخميرة قبل الأكل، والتي تحتوي على خمائر للهضم، وفاتح الشهية، ويمكن تناولها قبل الوجبات.

لعلاج القولون يمكن تناول حبوب Spasmocanulase، قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل لمدة سبعة أيام، ثم عند اللزوم بعد ذلك، ويمكن تناول خليط مكون من: مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخ مع زيت الزيتون، أو شربه مغليا مثل الشاي، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-، مع ترك الوجبات الحارة والشطة في الطعام، مع ضرورة فحص فيتامين (د)، وفيتامين (B12)، وفحص صورة الدم، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.

لعلاج الشعور بالألم والكسل، يمكنك تناول كبسولات مسكنة للألم، مثل celebrex 200 mg، مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin، ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية 50000 وحدة دولية، مع تناول أقراص كالسيوم 300 مج، تمضغ مرتين يوميا، مع شرب المزيد من اللبن الرائب أو الزبادي، وتناول منتجات الألبان بصفة منتظمة، ويمكنك أخذ حقن neuorobion، في العضل يوم بعد يوم لعدد ست حقن، لتغذية الأعصاب، مع إمكانية تكرارها مرة أخرى.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً