الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو علاج تشتت الانتباه وباقي الأعراض المصاحبة له؟

السؤال

السلام عليكم..

أتمنى من الله أن يمن عليكم بكرمه وعطفه، ويجزيكم خير الجزاء على ما تفعلونه.

أردت تلخيص حالتي في بعض النقاط البسيطة لكي يسهل تشخيصها إن شاء الله:

الاكتئاب والضيق، عدم التركيز، وكثرة التشتت، الكسل والخمول، عدم الميل للتعامل مع أحد.

1- بالنسبة للاكتئاب: فمنذ وقت طويل، ومنذ وفاة أبي من 10 سنوات وأنا أشعر به، فهو ليس شعورا دائما ولا قويا جدا، فحياتي عادية فاترة لا أحداث فيها، ولكن دائما ما أشعر أن هناك هما بداخلي، وأني لست فرحا حتى ولو كنت في موقف سعيد، فلا أشعر بالسعادة نفسها، فقط أشارك من حولي الموقف ذاتها فقط، ومن ثم سريعا أرجع إلى الكآبة والشرود.

2- النقطة الثانية وهي الأهم؛ لأنها تهدد مستقبلي وتأخر تقدمي كثيرا، مع العلم أني كنت شخصا ناجحا في مجالي، ولكن التشتت وعدم التركيز هي مصابي منذ صغري، ودائما ما كنت ألام بها حتى الآن, ودائما عندما أركز بالعمل أو بِتعلم شيء جديد فإن مدة تركيزي لا تتعدى الخمس دقائق، وأبدأ في الشرود في أفكار ليس لها علاقة بما أفعل، وحين أعاود الانتباه أتشتت بعدها بلحظات بطريقة تشعرني بأني ليس لي حيلة في الأمر، حتى أستسلم للتشتت والشرود، وهكذا؛ مما جعلني أتأكد بأنها حالة نفسية مرضية مصاحبة دائما للعرض الثالث.

3- بالنسبة للكسل والخمول: فيصيبني مع قلة التركيز بحالة من الخمول الغير طبيعي حتى وإن نمت ليلا 8 ساعات، وكان نومي عميقا، حين أستيقظ وأتناول فطوري، وأبدأ في العمل يبدأ كل شيء إما بالكسل أو بالتشتت، وهكذا، مع العلم أني جربت ممارسة الرياضة، ولكن بقيت نفس الأعراض، وأيضا أهتم كثيرا بكون أكلي صحيا.

4- آخر الأمور هي الميل في عدم التعامل مع الأشخاص كثيرا، ويرجع ذلك إلى الأسباب السابق ذكرها.

فضلا منكم أرجو إعطائي الحل المناسب لحالتي، وأهمها حالة التشتت، وما إذا كان هناك دواء نفسي يساعد على التخلص من هذه الأعراض؟ وهل دواء زيوكسات مناسب لمثل هذه الحالة؟ حيث قرأت بأنه مناسب لحالات مشابهة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رياض حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

معظم الأعراض التي ذكرتها هي أعراض اكتئاب نفسي واضح، وتكثر فيها الأعراض الاكتئابية التي تؤدي إلى عدم العمل والكسل والإحساس بالإرهاق والفتور، وهذا يسمى بالاكتئاب الخامل.

وطبعاً أحياناً يحدث اكتئاب بعد وفاة شخص عزيز، ولكن هذا يستمر لفترة قصيرة وتختفي أعراض الاكتئاب، وأحياناً وفاة شخص عزيز قد تكون هي السبب في ظهور الاكتئاب النفسي، على أي حال مرور 10 سنوات على وفاة الوالد وما زلت تعاني من أعراض الاكتئاب، فمعنى هذا أنك تحتاج إلى علاج يا أخي الكريم.

وعلاج الاكتئاب طبعاً هو مضادات الأس أس أر أي وكلها فعاله في علاج الاكتئاب، ولكن يتم الاختيار عادة وفقاً للأعراض، هنا معظم أعراضك هي أعراض خمول وشعور بالإرهاق والكسل، والزيروكسات هو مفيد للاكتئاب المصحوب بالقلق والتوتر، وأنا هنا أرى أنه الأفضل لك الفلوكستين أو البروزاك، لأنه أحسن في زيادة النشاط عند الشخص المصاب بفتور وكسل؛ لأن الزيروكسات نفسه في البداية قد يحدث فتور ولكن البروزاك لا يسبب الفتور؛ ولذلك يعطى دائماً في النهار بعد الأكل ولا يعطى ليلاً وجرعته 20 مليجراما كبسولة بعد الغداء ويبدأ مفعوله بعد أسبوعين وتحتاج إلى 6 أسابيع إلى شهرين لأن يعمل عملاً واضحاً ويزيل الأعراض التي تعاني منها، وبعد ذلك يجب أن تستمر عليه لفترة لا تقل عن 6 شهور، ويمكن التوقف عنه بدون تدرج، فأنا هنا نسبة للأعراض التي ذكرتها أفضل الفلوكستين على الزيروكسات.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً