الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أضرار أدوية الحموضة والارتجاع المريئي على الحامل والجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو توجيه استفساري إلى الدكتورة: رغدة عكاشة.

اكتشفت منذ عامين بأنني أعاني من ارتجاع المريء، وتسبب في إصابتي بمريء باريت، واتبعت نظام غذائي معين، وبدأت العلاج بتناول (Cotroloc 40 mg)، مرتين يوميا لمدة عام ونصف، وبعد ذلك تم إجراء منظار المعدة و-الحمد لله- شفيت من مريء باريت، واكتشف حينها طبيبي بأن لدي فتقا في الحجاب الحاجز، فتق بسيط وسوف يسبب لي الارتجاع والحموضة بشكل دائم، هذا الفتق صغير بحجم 2.5 إلى 3 cm تقريبا، يسبب الارتجاع وفي الوقت نفسه (not indicated for surgical treatment)، فتابعت العلاج بـ (pariet 20mg)، مرتين يوميا لفترة، ثم قللت الجرعة إلى (pariet 20 mg)، مرة يوميا، ثم إلى (Pariet 10 mg)، مرة يوميا مع (itopride)، مرة قبل وجبة الغداء، لأن (itopride) يسهل من دفع الطعام إلى الأمعاء سريعا.

سأتناول العلاج مدى الحياة، مع مضادات الحموضة (pariet 10 mg)، والأمر الذي يؤرقني أنني سوف أتزوج -إن شاء الله- في 3 - مايو - 2017، ونصحني طبيبي الخاص بإيقاف (itopride) منذ أول يوم في الزواج، فلا يجب استخدامه مع الحمل، وسيتم استبداله (gaviscon advance)، وبالنسبة (pariet 10 mg)، علاج آمن ولا خوف أو ضرر منه على الحمل، حتى في أشهر الحمل الأولى.

أتمنى من الله عز وجل أن يرزقني بالحمل بعد زواجي مباشرة، لذا أرجو أن أكون في أمان، حتى لا يضر ذلك جنيني، فهل استمراري على تناول (pariet 10 mg) آمن ولا ضرر منه، أم يجب إيقافه؟
وما هو البديل؟ فحالتى الصحية تستلزم الاستمرار على (proton pump inhibitors)، كما أوضحت في السابق؟

خائفة من الاستمرار عليه بعد الزواج، فلو اكتشفت بأنني حامل وأكون مثلا قد أخذت (pariet) في أشهر الحمل الأولى دون علم، فهل الـ (pariet 10 mg) آمن على المرأة الحامل، أم يجب تغييره إلى دواء آخر؟

أرجو تفهم قلقي والرد سريعا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالطبع فأنا أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- ولك العذر في ذلك, وأسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء التام والعاجل.

الحقيقة هي أنه لا يمكن الحكم بشكل مسبق على استجابة كثير من الحالات الطبية عند الحامل, فالحمل يحدث تغيرات فيزولوجية كبيرة في الجسم, تغير من الاستجابة على الدواء الذي كانت السيدة تتناوله قبل الحمل.

بالنسبة لحالتك فالعلاج خلال الحمل يجب أن يبدأ بأبسط الأدوية وبأقلها جرعة, ولذلك يجب البدء بمضادات الحموضة العادية، مثل شراب (مالوكس), فإذا لم تستجب الحالة, فالخيار الثاني هو إعطاء مضادات الحموضة من نوع رانيتيدين (زنتاك ZANTAC)، فإذا لم تستجب فيمكن هنا إعطاء مثبطات مضخة البروتون (PROTON PUMP INHIBTOR) أو (PPI9, وهذا الصنف من الأدوية أو ال (PPI)، يصنف من قبل مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية على أنه من الدرجة (C -), وهذا يعني بأن الدراسات على أجنة الحيوانات عند تناولها لهذه الأدوية لم تظهر حدوث تشوهات خلقية عندها, لكن لا يوجد بعد دراسات كافية على أجنة الإنسان للقول بنفس الشيء, وبالتالي يسمح بتناولها فقط إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، ولم تحدث استجابة على الأدوية الأخرى, وإذا شعر الطبيب أو الطبيبة بأن الفائدة المرجوة منها أكثر من الضرر المحتمل, وأفضل الأنواع التي يمكن تناولها خلال الحمل هو نوع ( OMEPRAZOL), وذلك لأن الدراسات التي أجريت عليه كانت أكثر من باقي الأنواع, وتجدر الإشارة هنا إلى أن المواليد الجدد الذين يعانون من الارتجاع المعدي يعالجون بنفس هذا الدواء.

إذا -يا ابنتي- وعلى افتراض بأنك احتجت لتناول أدوية من نوع ال (PPI), فلا مانع من ذلك, أي أنها ليست ممنوعة كليا خلال الحمل, بل يمكن وصفها عند الضرورة, فاطمئني تماما من هذه الناحية.

نبارك زواجك مقدما، ونسأل الله عز وجل أن يكتب لك فيه كل الخير.

++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة .. استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.

تليها إجابة: د. محمد مازن .. تخصص باطنية وكلى.
++++++++++++++++++++++++++++++++++
نرجو من الله أن يكتب لك دوام الصحة والعافية, وأن يوفقك في زواجك، ويكتب لك السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة.

بالنسبة لدواء (PARIET)، فإنه لا ينصح باستخدامه في الحمل, وخاصة في الأشهر الأولى، ولكن يمكنك استعمال دواء (gaviscon)، ومن المعلوم أن الحمل يمكن أن يزيد من أعراض الارتجاع المريئي، وذلك بسبب ازدياد حجم البطن، مما يؤدي للضغط على المعدة، وبالتالي زيادة أعراض الارتجاع المريئي.

لذا ينصح خلال الحمل بالتأكيد على الالتزام بالحمية الغذائية المناسبة للارتجاع المريئي، مع التخفيف من حجم الوجبات الغذائية، وأن تكون وجبات متعددة وصغيرة, وعدم تناول السوائل أثناء الطعام, وعدم النوم بعد الطعام مباشرة, كما يفضل رفع السرير من جهة الرأس من 30 - 45 درجة أثناء النوم؛ للتخفيف من أعراض الارتجاع.

ونرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً