الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من صعوبات التعلم ولا يعتمد على نفسه، فكيف نتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، جعله الله في ميزان حسناتكم جميعا.

أخي عمره 14 سنة، يعاني من صعوبة كبيرة في التعلم، سواء ما يتعلق بالأمور الحياتية مثل شراء الحاجيات من البقالة، أو اللعب مع من في عمره، حيث لا يندمج معهم، وغير ذلك.

وكذلك في المدرسة فهو لا يجيد القراءة أو الكتابة بالرغم من محاولاتي الكثيرة معه، فإنه يتعلم ببطء شديد جدا، حيث يترفع في المدرسة بشكل تلقائي إذ أنه لا فائدة من رسوبه.

أيضاً هو عصبي جدا، لا أحد يستطيع التحدث معه في أي أمر، حيث يبدأ بالصراخ وضرب الأبواب، ولا يجيد التحدث بشكل مفهوم في أي من المواضيع، يتكلم كما لو عمره 4 سنوات، وينسى الكثير من الكلمات عندما يريد التحدث.

ذهبنا به لأكثر من طبيب، فأخبرونا أن الأمر طبيعي، وذهبنا به منذ صغره إلى أكثر من راق، حيث كان كثير البكاء والعصبية، وكان يضرب رأسه بالأرض.

لا يتقبل أحدا سواي في المنزل، فما هي الطريقة التي سيتغير بها ويصبح إنساناً طبيعياً يعتمد على نفسه قبل أن يعتمد عليه؟ فهو عقلياً أصغر من عمره بكثير، لكن علامات البلوغ قد ظهرت عليه.

لكم خالص الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لا بد من عمل اختبار ذكاء لأخيك، لأنه هو أهم شيء لتشخيص صعوبة التعلم، وثانياً: لتحديد مدى درجة صعوبة التعلم، فكلما كان معدل الذكاء منخفضاً كل ما كان صعوبات التعلم أكثر شدة، وبعدها يمكن وضع الخطة العلاجية، وطبعاً وضع الخطة العلاجية كما ذكرت يعتمد على فحص الذكاء، اختبار الذكاء، وأيضاً يعتمد على مشاكل التعلم الحاصلة الآن والمشاكل السلوكية.

والمهم جداً -يا أختي الكريمة- بالرغم من صعوبات التعلم والمشاكل التي يجدها هؤلاء في الدراسة وفي التأقلم على أمور الحياة العادية، ولكن مشاعرهم سليمة، فقط قد لا يستطيعون التعبير عنها بالطريقة التي يعبر بها الآخرون، والشيء الآخر أنهم مراحل نموهم الأخرى طبيعية مثل البلوغ وهكذا، وطبعاً صعوبات التعلم أهم شيء في علاجها هو العلاج النفسي أو التأهيلي، التأهيل النفسي والتأهيل الاجتماعي حيث يوضع عادة في مدارس خاصة حسب اختبار الذكاء، ويحتاجون إلى إعادة تأهيل سلوكي من قبل اختصاصيين نفسيين لهم الدراية في علاج صعوبات التعلم.

والشيء الآخر أحياناً قد يحتاجون إلى أدوية وفقاً للأعراض إذا كان هناك عنفا ومشاكل سلوكية، فيمكن أن يعطوا بعض المهدئات وأحياناً قد يصابوا بالاكتئاب، وأيضاً يمكن أن يعطوا مضادات الاكتئاب، فإذاً عليك بالتوجه إلى طبيب نفسي، ويا حبذا لو كان مختصا في علاج صعوبات التعلم ليقوم بفحص الذكاء، ومن ثم وضع الخطة العلاجية المناسبة لأخيك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات