الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنتابني وساوس ونوبة هلع وشعور بأني سأموت.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 31 سنة، في البداية كنت أعاني من بعض الوساوس عندما آكل طعاما خارج المنزل يأتيني وسواس أن هذا الطعام مسموم أو به ميكروب، وأشعر بحالة من الرعشة وزيادة في ضربات القلب، وتعرق، واصفرار، وشحوب في الوجه، ولكن كانت تأتي كل فترة.

منذ ثلاثة أشهر ونصف فجأة أتاني شعور أني سوف أموت وجاءتني نفس نوبة الهلع، ولكنها كانت شديدة جدا قمت توضأت وصليت، وبدأت أوصي أهلي وزوجي بأولادي، وألغي ارتباطاتي وشعور غريب يؤكد لي أني سوف أموت، وظللت أسبوعا نائمة، أستيقظ ساعة أو ساعتين في اليوم فقط، ونوبات الهلع تأتيني أكثر من مرة في اليوم، واستمررت على القراءة في المصحف والمداومة على الصلاة، وتحسنت حالتي قليلا، وبعد 40 يوما عادت نفس الحالة، ولكنها كانت أشد ودائمًا أشعر بالنعاس وفقدان في الشهية، وبكاء بدون أي أسباب وكسل شديد، وأشعر أني لم أعش في واقع، وكأني في حلم.

ذهبت إلى طبيبة وصفت لي ستاتومين فلوفوكسامين 100ملجم يوميا في الصباح، واميبريد قبل النوم، وتحسنت بنسبة كبيرة، ثم بعد شهر طلبت مني أن أوقف الاميبريد، وآخذ تريتيكو قبل النوم، ورفعت لي جرعة ستاتومين إلى 150 ملجم، وأيضا تأتي الوساوس ونوبة الهلع، ولكن بصورة أخف أو عندما أرى حلما مزعجا أو أسمع أن أحدا توفي كل مرة أحاول أوقف الاميبريد يأتيني شعور بالاكتئاب وشعور في رأسي، شعور أني أفقد عقلي، ماذا أفعل؟ وهل يمكنني أن أستمر على الاميبريد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً تعانين من وسواس ونوبات هلع وقلق في نفس الوقت، وهذا يفسر استفادتك من السلبرايد، ايميبريت هو الاسم التجاري للسلبرايد، والسلبرايد هو في الأساس مضاد للذهان ولكن في جرعات بسيطة يساعد على علاج القلق والتوتر، ولا بأس من الاستمرار عليه إذا كنت استفدت منه استفادة واضحة، وعند تركه ترجع الأعراض؛ لأنه لا يسبب الإدمان، فلا بأس من المواصلة والاستمرار عليه.

الشيء الآخر يا أختي الكريمة أن الدواء فقط غير كاف، فلا بد من إضافة مكون نفسي، مكون العلاج السلوكي المعرفي، إذ أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي أفضل من العلاج الدوائي لوحده كما أثبتت كثير من الدراسات، ولذلك عليك التواصل مع معالج نفسي لإجراء جلسات في العلاج السلوكي المعرفي، وهذا -إن شاء الله- يؤدي إلى تقليل الجرعة التي تتعاطيها من الأدوية، ثم أيضاً يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض عند التوقف من الدواء، وهناك أيضاً أشياء يمكنك فعلها بنفسك مثل التمارين الرياضية، التمارين الرياضية وبالذات المشي، المشي يومياً لمدة نصف ساعة يؤدي إلى الاسترخاء وتقليل التوتر، وأيضاً النوم المبكر، التغذية السليمة بأخذ وجبات منتظمة ثلاث وجبات في اليوم قليلة، ولكنها منتظمة وشرب الماء، ولا تنسي يا أختي الكريمة المحافظة على الصلاة والدعاء والذكر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً