الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوقف عن دواء الفافرين دون تسبب مشكلة

السؤال

ذهبت لطبيب نفسي قبل شهر من الآن بسبب مرض الوسواس القهري، ووصف لي فافرين 100 مل غرام لمدة شهر، انتظمت على هذه الجرعة لمدة شهر، وذهبت عني هذه المشكلة بشكل كبير، والحمد لله، لم أستطع مراجعة نفس الطبيب لظروف معينة في التأمين، واضطررت لتغيير المستشفى، ووصى لي دكتوري القديم دكتورًا آخر، وعندما انتهيت التقيت بهذا الدكتور بعد شهر أخبرته أن مشكلتي تحسنت، وأريد التوقف عن الدواء تدريجيًا، فرفض الفكرة تمامًا، وزاد لي الجرعة لتصبح حبتين يوميًا، وأضاف لي دواء آخر، وهو: اولازين 5 مل غرام، لمساعدتي على النوم بعد المشاكل التي سببها الفافرين.

أنا لا أنوي أبدًا رفع الجرعة بسبب مشاكل الفافرين، كالبرود الجنسي، وأرق النوم، ومشاكل في الوعي، وتغيرات في المشاعر، وأيضًا لذهاب المشكلة الأساسية وهي الوسواس.

أطلب منكم الآن آلية معينة للتوقف عن الدواء دون تسبب مشكلة، علمًا بأني بدأت فعليًا بتناول 50 مل غرام من الفافرين، ولكن لا أدري كم المدة التي أستمر عليها! علمًا بأني أتناول الفافرين لمدة شهر وبجرعة 100 مل غرام يوميًا.

شخصيًا لا أدري لما زاد طبيبي الجرعة! ربما لأني أخبرته أني متأخر قليلًا في دراستي الجامعية.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البراء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المهم جدًّا في الاضطرابات النفسية المتابعة مع طبيب واحد، لأن الطبيب يفهم المريض، يفهم الأعراض، ويعرف متى يُوقف الدواء، ويعرف متى يزيد الجرعة أو يخفضها، لذلك دائمًا أنصحُ معظم المرضى بالانتظام مع طبيب واحد، وعدم الاستعجال، وعدم التنقل بين الأطباء، إلَّا في ظهور طارئة لظرف من الظروف تحصل للطبيب أو لسفره أو لغيابه، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى – أخي الكريم -: هناك قاعدة عامّة، وهي أن الطبيب عندما يصف الدواء يصفه لأمرين: أولاً لوجود الأعراض التي تشكو منها المريض، وثانيًا: تأثير هذه الأعراض على حياة الشخص، وعندما نكون تأثيرها على حياته قد تكون الحياة العملية أو الدراسية أو الحياة الاجتماعية أو الحياة العائلية، فالغرض من الدواء إزالة الأعراض، وأن يرجع المريض معافى ويرجع إلى حياته بصورة طبيعية.

ولذلك قد يكون – كما ذكرتُ – هذا هو السبب، ولكن لا ندري لماذا رفع أو زاد الطبيب لك الجرعة؟

الشيء الآخر: دائمًا يجب أن تسأل الطبيب عن أي شيء خلال المقابلة، أنا أعلم أن بعض الأطباء وقتهم ضيق، وعدد الأطباء النفسيين عادةً قليل، وقد يكون المترددين على عيادتهم كُثُر ولا يجدون الوقت الكافي (مثلاً) للإجابة على كل الأسئلة، ولكن – يا أخي الكريم – متى وجدتَّ الفرصة فيجب أن تسأل الطبيب نفسه، مثلاً إذا أصرَّ على زيادة الجرعة لك يجب أن تسأله لماذا زدتَّ جرعة الدواء وأنا مثلاً في حالة تحسَّن؟

على أي حال: أنا شخصيًا أنصحك بالمتابعة المستمرة مع الطبيب الذي ارتحتَ إليه، وهو الذي سوف يقوم بإذن الله بتخفيض الدواء.

الدواء عادة يتم تخفيض جرعته عندما تنتهي الأعراض تمامًا، وعندما يعيش الشخص حياته طبيعيًا. ولكن هناك قاعدة عامَّة: يجب عدم الإسراع في تخفيض جرعة الدواء، يعني معظم العلاجات النفسية تحتاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر إلى سنة، لأن في معظم الأحيان عند التوقف من تناول العلاج قد تعود الأعراض مرة أخرى.

الشيء الآخر الذي يجب أيضًا أن ألفت نظرك إليه هو إضافة مكوّن علاجًا نفسيًا، فدائمًا العلاج النفسي مع العلاج الدوائي يؤدي إلى نتائج أفضل، ويؤدي إلى تقليل جرعة الدواء، وأيضًا يؤدي إلى عدم ظهور الأعراض مرة أخرى بعد التوقف من تناول الدواء.

لذلك أنصحك بالعلاج النفسي مع العلاج الدوائي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً