الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب في النوم لم ينفع معه الأدوية!

السؤال

السلام عليكم.

عمري 23 سنة، كنت منذ 10 شهور مسافرا لعدة دول، وبعدها رجعت للسعودية، عانيت من الملل والاشتياق للسفر مرة أخرى، وكره البقاء هنا، وكنت دائم التفكير بالمستقبل، وبعد 5 شهور عانيت من اضطراب النوم، وقلت ساعات نومي من 8 لـ 6، وبعدها لـ 4، فكنت في حالة استغراب، وأخذت بنادول نايت، وقطعت المنبهات، ولم تنفع، وعملت جميع الفحوصات وكلها سليمة -الحمد لله-.

ذهبت لطبيب مختص، وأخذت حبوب ميلاتونين لأسبوعين ولم تنفع، ومنذ شهرين فقط زادت حالتي، وأصبحت لا أنام في الليل أبدًا، وأبقى في السرير حتى الصباح أو الظهر، وأنام من كثرة التعب ساعات قليلة، ولا أشعر أني نمت أبدًا، فقدت شعور اللذة بالنوم، حاولت كثيرا أن أواصل حتى الليل، ولا أنام الظهر، ولكن لم أستطع وأصبحت كل يوم على هذا الحال، ويجن جنوني كل ليلة، وأبكي لكي أنام، ولا أستطيع، وطوال الأيام صداع، وعدم تركيز، وفقدت شهيتي للأكل والحياة.

بعدها ذهبت لطبيب آخر وأعطاني ميرتازبين 15 ملجم لمدة شهر، وأول يوم نمت في الليل 7 ساعات، وفرحت جدا، ولكن ثاني يوم وثالث يوم لم تنفع، واليوم هو الرابع، وأخاف أن أستمر عليه بلا فائدة، فأرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نادر صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحتاج إلى تقييم نفسي لتحديد هل مشكلة النوم مشكلة في النوم فقط أو هناك شيء آخر يمنعك النوم مثل الاكتئاب النفسي؟ لأنك ذكرت أنك تشعر بالملل، أم هي مشكلة نوم فقط مرتبطة بسفرك وتجوالك الكثير؟ وهذه علاجها مختلف عن علاج الاكتئاب النفسي -أخي الكريم-.

إذا كانت مشكلة النوم جزءا من الاكتئاب النفسي، فيجب علاج الاكتئاب النفسي بجرعة واضحة محددة ومضادة للاكتئاب ولفترة محددة.

على أي حال طبعاً هناك أشياء يجب فعلها وفعلاً شرعت فيها: التوقف عن المنبهات بعد الساعة الخامسة مساء، عدم محاولة أخذ مشاكل الحياة إلى السرير ليلاً، تنام في غرفة تكون غير باردة ولا ساخنه، أطفئ الأنوار، حدد دائماً وقتاً للنوم، إذا لم تنم بعد فترة فانهض من السرير، وحاول فعل شيء آخر مثلاً، مثل قراءة القرآن، أو الاستماع إلى الراديو، أو إلى التليفزيون أو شيء محبب لك، ولا تذهب إلى السرير مرة أخرى حتى تتعب.

الشيء المهم: حاول أن لا تنم بالنهار حتى ولو تعبت؛ فنوم النهار هو الذي يؤثر في النوم ليلاً، ولا يريح الشخص، فمثلاً إذا لم تستطع أن تنام بالليل امنع نفسك من النوم في النهار التالي حتى ولو تعبت، فإنك بعد ذلك -إن شاء الله- تستعيد عافية النوم.

الشيء الآخر: تجنب الأكلات الدسمة ليلاً، تجنب الرياضة العنيفة ليلاً، وإن شاء الله إذا فعلت هذه الأشياء يتحسن نومك، وعليك إذا لم يتحسن النوم أن تقابل طبيبا نفسيا -كما ذكرت- من قبل؛ لعمل تقييم نفسي شامل لك، وتحديد مشكلة عدم النوم، ومن ثم إعطائك العلاج المناسب.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً