الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حساسية شديدة ضد اللحوم البيضاء والحمراء، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ 11 عاما ذهبت إلى أحد المسابح، وعند عودتي شعرت بدوار شديد وألم في رأس، فذهبت إلى الطبيب فقال لي: بأنني مصاب بالتهاب سحايا وجرثومة في الدم، وبالفعل بعدها أصبت بوهن وحرارة شديدين وهلوسات بسبب الحرارة، فوصف الطبيب لي حبوبا عشبية منقية للدم وتحاميل وإبرا (حقنات عضلية) وحبوبا أخرى صغيرة لا أذكرها، وطلب مني تناولها لمدة شهرين متواصلين، مع حمية غذائية تقتضي بأن أتناول الأرز المسلوق والبطاطس المسلوقة، واللحوم الحمراء الخالية من الدهون، وبعض الخضراوات والفواكه، ومنعني من أي طعام آخر، ومن ضمن الأطعمة الممنوعة اللحوم البيضاء من دجاج وسمك وغيرها، والأطعمة الدهنية عامة.

اتبعت الحمية والدواء إلا أنني قبل نهاية الحمية (الشهرين) قمت بتناول وجبة من الدجاج المسلوق، فلم يحدث معي شيء، وأظن لأنني كنت لا أزال أتناول الأدوية حينها، لكن بعد نهاية العلاج والحمية بحوالي أسبوعين تناولت الدجاج فأصبت بالحساسية -الشري وهي حبوب على سطح الجلد مع حكة-، لكن بشكل طفيف، فلم أعرها اهتماما، لكن بعد عدة مرات من تناولي للدجاج -حوالي 5 مرات-، كانت تزداد الحساسية بشكل واضح، وعندها علمت أن لحم الدجاج هو السبب، إلى أن وصلت بي إلى انتقالها للمجاري التنفسية، وظهرت بشكل كثيف على بشرتي وفي كل أنحاء جسدي، وأخذت وقتها سبع إبر (حقنات) مضادة للحساسية، 3 منها وريدية و4 عضلية، وبعد ذلك تحسست أيضا من الأسماك، مع العلم أنني فيما سبق لم أعد أهملها -قبل حالة الحساسية الشديدة-، بل قمت بتحاليل دم وبول وبراز كما طلب الطبيب، ولكن قال لي: بأنني سليم 100% ولا شيء بي، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن (10 سنوات) لم أتناول الفروج أبدا ولا الأسماك ولا أي نوع آخر من اللحوم البيضاء.

إلا أنني لم يكن لدي مشكلة مع اللحوم الحمراء من جمال وبقر وغنم ولا أي نوع آخر من الطعام، وبقيت هكذا حتى سبعة أشهر سابقة من الآن، خلال تناولي اللحم الأحمر (لحم غنم) أتفاجئ بعد انتهائي من الطعام بأنني أصبت بحساسية طفيفة مشابهة لأول مرة تحسست بها من الدجاج، فظننت أني مخطئ، وبعد عدة أيام أكلت لحما أحمر مرة أخرى فزادت الحساسية بشكل طفيف، فأقلعت من فورها عن تناول اللحم الأحمر أيضا خشية أن تتطور حساسيتي لدرجة حساسيتي من اللحوم البيضاء.

ليس لدي مشكلة الآن مع أي نوع من الطعام عدا اللحوم بجميع أنواعها بداية بيضاء والآن حمراء، وسألت طبيبين عامين ولم يستطيعا معرفة المشكلة، أخشى أن تتطور الحساسية أكثر من ذلك ولأطعمة أخرى لاحقا.

أنا أظن أن السبب مناعي (بجهاز المناعة الخاص بي)، حيث أنه أصبح يأخذ هذه البروتينات (التي في اللحوم) على أنها مولدات ضد (أعداء) ويقوم بمهاجمة الخلايا التي تمتصها فيقوم هكذا بمهاجمة خلايا الجسد الأساسية، وهذا ربما حدث أثناء الحمية حيث أن الجسد كان يبني مناعة وتناولت الفروج فبنى جهازي المناعي مناعة ضد بروتين في اللحم الأبيض بداية، والآن طور مناعته للحم الأحمر، هذا مجرد ظن مني.

وأظن بأنه مفيد أن تعلموا بأنني من فترة لدي رائحة فم كريهة، ومنذ زمن لدي غازات في البطن بشكل دائم.

فأفيدوني جزاكم الله عني وعن الجميع كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعاني منه هو نوع من أنواع الأرتيكاريا، أو الشرى، وهذا المرض الجلدي يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد وانتفاخات واحمرار وحكة، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبًا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق التنفس، واضطرابات وألم في البطن.

ويوجد نوعان رئيسيان من الأرتيكاريا التقليدية:
• النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من 6 أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، وغيرها)، أو تناول بعض العلاجات ومن أهمها المضادات الحيوية والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات وبالأخص النحل، والدبابير.

• النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سببا واضحا لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خللا مناعيا يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقًا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا، أو جزءً من أعراض بعض الأمراض المناعية مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية مثل: أمراض الغدة الدرقية.

أتصور أنك تعاني من النوع المزمن لأن المشكلة معك منذ فنرة طويلة، وفي نسبة كبيرة من المرضي لا يوجد سببا واضحا للارتيكاريا المزمنة، وإذا كنت متأكدا من أنك تصاب بالأعراض أو تتهيج الارتيكاريا في كل مرة تتناول اللحوم بأنواعها -كما ذكرت-، فهنا يجب التوقف عن تناولهم، ومن الممكن عمل اختبارات حساسية لمضادات تلك اللحوم كما ذكرت total and specific IgE، ويمكن عمل اختبار لمسببات التحسس الأخرى بنفس التحليل، وكن متفائلا، وإن شاء الله لا تتطور الأمور، لأن ذلك شيء لا يمكن التنبؤ به، وإذا كان هناك ارتفاعا محددا بمضادات التحسس، فيمكن التواصل مع طبيب مناعة وحساسية بالإضافة لطبيب الجلدية.

وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين H1 من الجيل الحديث levocetrizine fexofenadine, desloratidine، ويكون ذلك كافيا في أغلب الأحوال, ويمكن زيادة جرعة تلك المضادات إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, وقد يصف الطبيب علاجات أخرى عند اللزوم، ولكن بعد استخدام تلك الأدوية المتعارف عليها بالشكل الصحيح، والمتعارف عليه علميا.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأن تتواصل مع طبيب مشهود لة بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, والوقوف على مقدار التحسن مع العلاجات المستخدمة، وتحديد الفترات الزمنية اللازمة للعلاج، وتقييم احتياجك لبعض العلاجات الأخرى، بخلاف مضادات الهسيتامين التي من الممكن استعمالها على حسب استجابة المريض و ربما يقوم بتحويلك لأطباء أخرين حسب الحاجة ولتقييم مشكلة رائحة الفم و الغازات.

وفقك الله, وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً