الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من طنين مستمر في أذني اليسرى، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 25 سنة، أعاني من طنين خفيف نوعًا ما في الأذن اليسرى، منذ حوالي أقل من شهر، وكنت أستخدم سماعات الأذن لمدة ثلاث سنوات لكي أسمع الموسيقى، وقبل شهر أصابتني حكّة قويّة في الأذن اليسرى فأدخلت يدي وحككتها بقوّة، فأحسست بألم لمدة يومين، وأشعر بذلك الألم بوضوح عندما آكل على الفك الأيمن، فتؤلمني أذني اليسرى، بعدها زال الألم، مع العلم أنني لم أكن أسبح، ولم أصب بالزكام أثناء ألم الأذن.

بعد أسبوع من ذهاب الألم سجّلت في مركب الرياضة لممارسة "السباحة"، فمارست السباحة مرّتين لمدّة اسبوع بشكل طبيعي، وبعد أيام قليلة استيقظت صباحاً على ألم شديد في الأذن اليسرى، فصبرت يوماً كاملاً ثم عدت للسباحة باستخدام واقي الأذن رغم وجود الألم.

بمجرّد الدخول للبركة، وإنزال رأسي تحت الماء أحسست بضغط شديد وألم في أذني، فرفعت رأسي وخرجت فوراً من المسبح، وبعدها أصابني الزكام، وانسداد الأنف، فأخذت دواء Divido من الصيدلية، ثم ذهبت لطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وبعد الفحص تبين سلامة الأذن اليمنى، وانتفاخ واحمرار الأذن اليسرى، وانسداد قناة استاكيوس، وأوصاني بممارسة بعض الحركات لإعادة فتح القناة، وأعطاني الأدوية التالية:

1- سيفالكس cephalex كبسولتيْن في الصباح والمساء لمدة 10 أيام.

2- قطرة للأنف niframycine.

3- قطرة للأذن المصابة بوليديكسا polydexa.

4- 5 حقنات DEXONE4 Dexaméthasone phosphate 4mg/ml.

منذ أخذ الأدوية بدأت أشعر بطنين في الأذن اليسرى، ويكون واضحاً في الهدوء، وبعد 10 أيام عدت للطبيب ذاته، وبعد الفحص تبين سلامة الأذن إلا أن القناة ما زالت مغلقة، وأنها ستفتح عند حركة النفخ، وسألته عن سبب الطنين، فقال: آمل أن يذهب بعد فتح قناة استاكيوس، أعطاني دوائين:

1- برومكسين bromhexine

2- بردنيزولون prednisolone 3 حبات صباحا لمدة 5 أيام.

ما زال الطنين الخفيف في أذني اليسرى دون ألم، وعندما أتجشّأ، أو أتثاءب، أو أبلع أحس بشيء يتحرك، وصوت طقطقة في أذني اليسرى، فمتى ستزول تلك الأعراض، وما هي النصائح التي تنصحونني بها لتعود أموري طبيعية كالسابق؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الطنين الذي ليس له دواء على الأغلب هو الطنين المزمن الحسي العصبي، والذي يكون ناتجا عن أذية عصبية في العصب السمعي، وفي المراكز العصبية السمعية.

بالنسبة لحالتك، فالطنين في أذن واحدة، وأنت كنت تسمع الموسيقى بالصوت العالي بالأذنين، ولذا من المفترض أن تحدث الأذية إن حدثت في الأذنين, كما أن الطنين ارتبط بألم الأذن، وهذا لا يحدث في الإصابة العصبية، وإنما في التهاب الأذن الوسطى أو الخارجية، والتي عادة وعند تمام المعالجة لها يزول الطنين الذي سببته هذه الحالات المذكورة، ولذا مبدئيا نفترض أن سبب الطنين لديك التهاب في الأذن الخارجية أو الوسطى، ويمكن علاجه -إن شاء الله- كما يلي:

لا بد من إجراء الفحص السريري مجددا، للتأكد من الأذن الخارجية حيث أن التهابها يسبب ألما في الأذن، وصيوان الأذن يزداد عند لمس الأذن، أو تحريك الصيوان، وأنت لم تذكر هذه الملاحظة، وعلى هذا سأفترض أن ما ذكرت ليس موجودا لديك، وسيضعنا أمام التشخيص الأخير، وهو التهاب الأذن الوسطى، وما يسببه من تجمع سوائل في الأذن الوسطى، تسبب ما تشعر به من طنين، حيث يمكن التأكد من إصابتها بإجراء تخطيط معاوقة غشاء الطبل، وقياس الضغوط في الأذن الوسطى.

العلاج يجب أن يكون بصاد حيوي أقوى مما أخذت حيث يفضل استخدام (أوغمنتين)، مع مضادات الاحتقان مثل (كلارينيز)، وبخاخات الأنف من مضادات الاحتقان والسيروم الملحي، وقد نعطي أيضا بخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية (فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت), وكل ما ذكرت تحت الإشراف الطبي من اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، هذا العلاج من الضروري أن يترافق مع إجراء مناورة فالسالفا التي تسمح للهواء بالدخول قسرا من البلعوم للأذن الوسطى، عبر قناة نفير أو ستاشيوس التي تصل بين البلعوم الأنفي وبين الأذن الوسطى، وتعدل الضغط فيها.

مناورة فالسالفا تتم عبر إغلاق الأنف باليد، وضغط الهواء من الصدر بزفير قسري صعودا نحو الأنف المغلق (وليس الفم)، بحيث يرتفع الضغط داخل الأنف، ونلاحظ انتفاخ الأنف من هذا الضغط, وعند وصول هذا الضغط لمستوى معين يمر عبر نفير أستاشيوس داخلا نحو الأذن الوسطى، ويقوم بتعديل الضغط، وشيئا فشيئا يقل مستوى السوائل فيها حتى يتم إفراغها منها، ولكن يجب تكرار مناورة فالسالفا كل ربع ساعة حتى الشفاء -بإذن الله-.

بكل الأحوال من المهم جدا الابتعاد عن سماع الأصوات العالية لحماية العصب السمعي، وهذه النعمة الكبيرة من الله من الزوال، لأن الأصوات العالية قد تسبب الصمم، والطنين الدائم الذي لا علاج له.

وللفائدة نرجو منك مراجعة الاستشارات المرتبطة التالية: (280589 - 28073817189).

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول محمد شحاته

    جزاك الله خيرا اعانى من احمرار وسفير شبه دائم تناولت العلاج الموصوف وهناك استجابة دون إشراف طبى

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً