الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من اضطراب وجداني ووسواس قهري، فما العلاج الأمثل لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على جهودكم

أنا امرأة تبلغ 29سنة، أعاني منذ كنت بعمر عشر سنوات من وسواس قهري، كان ينشط بالإجازات فقط، ونتيجة الانشغال بالدراسة يذهب، ولا يوجد له تأثير، ثم اشتد علي بعمر 19 عاماً، حيث أصاب في العقيدة، واضطررت للذهاب إلى الطبيب، وتناولت عدة أدوية، حتى جاء الوقت الذي أنجبت فيه وأوقفت الدواء، ومرت فترة الحمل بسلام، وأنجبت وانشغلت بابني حتى بلغ عاما ونصفا، ثم تعرضت لأذى شديد من حماتي، مع عدم قدرتي علي الرد عليها؛ لأني لم أعتد مواجهة قليلي الذوق والأدب، وأتتني الوساوس في شكل تفكير في كلامها، وما قالته لي بشكل ملح، وأقوم بالرد على الأفكار بصوت عال مع نفسي، وعدم القدرة على التحكم في نفسي، إلى جانب كثرة الثرثرة مع أي أحد أتكلم معه في أي موضوع بشكل لا يحتمل.

ذهبت للطبيبة، وأخبرتني أني أعاني من اضطراب وجداني مع وسواس قهري، وجربت أدوية كثيرة ولم أرتح أبدا إلا على اولابكس 5 مل (اولانزابين) قرصا واحدا، وفافرين 100مل قرصا واحدا لمدة سنة كاملة، واستقرت حالتي تماما، وبالرغم من استمرار العلاج بدأت أعاني من معاودة الأفكار إلى جانب بطء شديد في ردود الأفعال والطاعة العمياء لأي أمر ونسيان، وعدم تركيز شديد جدا، فأخذت لوسترال قرصين بأمر الطبيب، واضطر أن يزيد لي الاولابكس فجعله قرصا واحدا 10مل، وازدادت الحالة سوءًا من بطء الحركة، وبطء ردود الأفعال، فتوقفت عن الاولابكس بالتدريج لأني شككت أنه هو السبب، وأعاد الطبيب لي الفافرين 100مل قرصا صباحا وقرصا مساء، ولامكتال 25 قرصا واحدا، لكن وجدت نفسي في حالة اضطراب وعدم تركيز وارتباك وشرود، وعدم إدراك الواقع فأوقفت لامكتال.

أرجو وصف علاج مناسب لحالتي يتضمن علاج الاكتئاب والوسواس القهري، مع عدم الدخول في الاضطراب الوجداني.

للعلم أن الأدوية التي تعالج الصرع والاضطراب الوجداني تزيد الوساوس وتتعبني بشكل لا يحتمل، وهل بعد استقرار الحالة هناك أمل للحمل أم أقطع الأمل؟ لأني أخاف على الجنين من الأدوية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب عدم تجزئة الأمراض، ويجب التأكد من صحة تشخيص الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأننا في الطب النفسي أهم شيء عندنا هو التشخيص الطبقي، أي إذا كان هناك مرض أكثر خطورة من الأمراض الأخرى فيجب اعتماده كتشخيص أساسي، مثلاً إذا كان الشخص عنده فصام وقلق فيبقى التشخيص الأساسي هو الفصام، ويُعالج على هذا الأساس، ولذلك يجب عدم تجاهل الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ويجب التأكد من أنك تعانين من هذا الاضطراب أم لا، لأن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية قد يكون هو سبب الوسواس والاكتئاب، لأن الاكتئاب والوسواس قد تكون نوبة من نوبات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

الاضطراب الوجداني علاجه - أختي الكريمة - في مثبتات المزاج، وهي تنتمي إلى عدة أصناف وأنواع مختلفة من الأدوية، لذلك لا يمكن علاج الوسواس القهري والاكتئاب بمعزلٍ عن علاج الاضطراب الوجداني.

إن كنتِ تشعرين بأن مثبتات المزاج تؤدي إلى زيادة الاكتئاب والوسواس فإذًا يجب النظر في هذا التشخيص - أختي الكريمة - وهذا أهم شيء، ويجب التعاون مع الطبيب النفسي والمتابعة المستمرة للوصول إلى التشخيص السليم ومن ثم العلاج الصحيح والسليم، وإذا تمَّ العلاج واحتواء الأعراض والمرض فليس هناك ما يمنع من أن تحملي وتُنجبي - أختي الكريمة -؛ فإن هناك الكثير من المرضى لديهنَّ اضطراب وجداني وتلقينَ العلاج وحملنَ وأنجبنَ، وأنا تابعتُ الكثير منهنَّ، فلا تعارض، لكن أهم شيء هو التشخيص الصحيح، وأهم شيء هو العلاج الصحيح، والمتابعة مع طبيب نفسي بصورة مستمرة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً