الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يشعر بأن خطيبته مثل أخته

السؤال

لي ابنة خطبت مرة لابن عمتها، وفسخت الخطبة لأمور خارجة عن الخطبة، والآن خطبت لابن عمها، لكنه يقول: إنه لا يشعر بها إلا كأخت، ولن يستطيع الاقتراب منها إن تمم الزواج! أرشدونا للحل، والبنت في حالة نفسية سيئة والعائلة بأكملها، كيف يستطيع الإحساس بها كخطيبة وزوجة فيما بعد؟ أهو مس من الجن، أم حالة نفسية يعاني منها؟

علماً أن والده متزوج من اثنتين.

ولكم كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ محيي الدين حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فاعلم أن حاجة الشباب إلى الزواج حاجة ملحة، وإشباع الغريزة الجنسية مثل إشباع دافع الجوع والعطش، والزواج المبكر فيه سكن نفسي، وإشباعٌ غريزي، وإحساسٌ بالنوع، وشعور بالتكامل والنضج، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء).

والزواج يعين على الاستقامة، وتأخير الزواج يترتب عليه آثار نفسية مدمرة، ويعرض للفتن، واعلم أن الخطأ ليس في ابنتك، ولكن الخطأ في الذي يتقدم لخطبتها ثم يتردد في الزواج أو يفسخ الخطبة، فهذا الشاب الذي تقدم لابنتك وقال سأعتبرها مثل أختي فهذا أمر غير صحيح ولا يقبله لا الشرع ولا القانون، فالزوجة محتاجة إلى شاب عنده رجولة يسندها ويحافظ عليها ويعتني بها ويعطيها حقوقها كاملة سواءً في المأكل والمشرب والسكن وحتى الفراش، فهذا من تمام العدل، وليس مجرد أنك تأتي بها وتخرجها من بيت أبيها لتتفرج عليها، فجلوسها عند والديها وفي بيتها أفضل لها!

فالمرأة -أخي الفاضل- ليست بضاعة تباع وتشترى، بل الإسلام كرمها وحافظ عليها وجعلها درة مصونة وأوصى بالحفاظ عليها وتكريمها، والشاب ربما يعاني من قصور جنسي أو ما يسمى أيضاً بالضعف الجنسي، لا يستطيع أن يجامع زوجته، وفي بعض الحالات يكون عنده خوف من الجماع والاقتراب من المرأة، وذلك بسبب عدم إثبات رجوليته أمام زوجته؛ فتجده يتهرب من الجماع ولا يستطيع أن يقترب من زوجته! ولكن هذا يحتاج إلى تحاليل طبية يجريها الشاب، أو قد يكون أيضاً سحراً وضع له! وهذا يحتاج إلى رقية شرعية، فكلا الحالتين يمكن توقعهما.

إذا استطعت أن تقنعه بأن يعمل تحاليل طبية لذلك، فهذا يكون أفضل وتتبين الأمور أكثر، أما بالنسبة لابنتك -أخي الفاضل- فحاول أن تهدئها وتطمئنها بأنها ستتزوج بإذن الله تعالى وأن أمور الزواج قضاء وقدر، وسوف يأتيها الزوج الذي مقدر لها لتعيش معه الحياة الزوجية السعيدة، وذكرها بآيات القضاء والقدر، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.

وبالله التوفيق!

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً