الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عجز الزوج عن شراء العفش المشترط من قبل والد الزوجة

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مخطوبة -والحمد لله- لشاب متدين، وعلى قدر من الخلق ويحفظ القرآن الكريم، ولديه الشقة والأجهزة، ولكن هناك مشكلة أنه لن يستطيع أن يشتري العفش الذي طلبه والدي، ولكن سوف يشتري نصفه ويحضر الباقي بعد الزواج إن شاء الله.
ولكن أهلي سوف يرفضون، ومن الممكن ألا يتمموا الزواجة، ماذا أفعل وأنا أحبه وأريد أن أعف نفسي وأعفه، خصوصاً أن أبي رافض عقد القران مؤقتاً؟! وكيف أقنعهم بالآية القرآنية التي تقول: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ)[الطلاق:7] ماذا أفعل؟
أرجو الإفادة.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسعدنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسرنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحقق رغبتك، وأن يجمعك بزوجك في الدنيا على خير، وفي الآخرة على سرر متقابلين، وأن ييسر أمره، وأن يوسع رزقه حتى تسعدا بحياةٍ زوجية سعيدة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلمون عند شروطهم) وما دام خطيبك قد اتفق مع والدك على أثاثٍ معين، فيلزمه الوفاء بما التزم به، وموقف والدك موقف طبيعي جداً، إذ إنه ما من والدٍ إلا ويتمنى الخير لابنته، ويتمنى سعادتها، وأن تكون على الأقل مثل أخواتها وغيرها من البنات، وقد جرت عادة الناس أن يأخذوا الحيطة في أمور الزواج حتى لا تحدث هناك مشاكل مستقبلاً، وما دام والدك يطلب الشيء الذي جرت به العادة، وليس متشدداً أو متنطعاً في طلباته فهو على حق، ولا يستطيع أحد أن ينكر عليه موقفه.

وأما رغبتك في تنازل والدك أو تساهله مع هذا الشاب، فهو شيءٌ جيد، ولكن يحتاج إلى من يقنعه بذلك، فأرى أن تبحثوا عن شخصٍ له منزلة ومكانة عند والدك، يجعله يقبل بالوضع الحالي، على أن يأخذ على زوجك التعهدات المطلوبة شرعاً وقانوناً، أن يقوم بإكمال الجهاز والعفش المتفق عليه مستقبلاً، وهذا أمرٌ يحدث إذا كان والد الفتاة مقتنعاً بخروج ابنته، ويرغب في مساعدته، فحاولوا عرض الأمر عليه، فإن وافق فجزاه الله أحسن الجزاء، وإن لم يقبل فأرى أن تصبروا حتى يتمكن خطيبك من تجهيز نفسه مثل بقية الناس، وكما لا يخفى عليك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من استطاع منكم الباءة) وهي القدرة على النفقة وغيرها، فمن ليس قادراً فعليه بالصبر والذي منه الصوم، فاصبرا معاً حتى تتيسر الأحوال، وقدرا ظروف والدك؛ لأن تصرفه طبيعي جداً، وعليك خلال هذه الفترة أن تعاملي خطيبك على أنه شخص أجنبي مائة بالمائة؛ لأن الخطبة ليست زواجاً وإنما هي فقط وعد بالزواج، وهي لا تحل المصافحة ولا الجلوس أو أي احتكاك جسمي، حتى الكلام لا تحله إلا في إطار الشرع، وما سواه فلا، وتأكدي من أنه إذا كان من نصيبك، وأن الله قدره لك فسيكون لك ولو بعد ألف عام، فعليكم بالصبر والدعاء والأخذ بالأسباب، والالتزام بالشرع، حتى ييسر الله زواجكما.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات