الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يعمل الزوج تجاه زوجته التي تشاهد التلفاز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً في هذا الموقع، وشاكرون لكم على حسن الرد لنا والتعامل معنا.

أريد معرفة كيفية التعامل مع زوجتي معاملة إسلامية؛ لأنني تعبت معها في التعامل وأقول لها هذا حرام ولا نريد التعامل مع هذه الأشياء مثل (التلفاز أو الدش إلا في الأشياء الدينية فقط أو سماع الخطب الدينية فقط أو شرائط دينية) تقول هذا ليس بحرام! وأنا مسلمة ومتدينة، وتقول أنا لا أقوم بالفرجة على الأفلام الهابطة، وأقول لها ما الداعي!؟ تقول أنا أزهق وأريد الفرجة؛ لأنني أجلس وحدي ومع بنتي.

والحمد لله رزقنا ببنت، وهذه كانت مشكلتها منذ الزواج، وهذا لأنني أعمل وطوال النهار في العمل، وأنا أيضاً أقوم بالدراسة في الجامعة لتحسين وضعي ولهم أيضاً، وطبعاً أنا عارف أن هذا لا يبعدني عن ديني (لا الأهل ولا الأولاد )، وأريد في نفس الوقت إسعادها!

سألت الشيوخ قالو لي قل لها أنني سوف أتزوج لو ما سمعت الذي أنا أريده أو أقوم بالانفصال عنك، وهذا لأنني أريد إنسانة متدينة، فأرجو من سيادتكم التكرم بالإفادة وكيفية راحة بالي وكيفية العمل مع هذه الزوجة أو أقوم بالزواج مرة أخرى؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

اطلعت على استشارتك وعلى حال زوجتك، وتحدثك معها، وكونها تشاهد التلفاز.

أخي، إن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، والتعامل بالحكمة في هذه الأمور واجب، فمشاهدة التلفاز ليست كلها حراماً، والتلفزيون فيه الغث والسمين، والطيب والخبيث، لكن النهي عن الأشياء المحرمة فيه لا يكون بأسلوب الغلظة والشدة، إنما يكون بالتي هي أحسن، ولو تركت زوجتك التلفزيون أمامك ستعود في غيبتك؛ لأنها إن لم تقتنع بأن مشاهدة الأفلام الخليعة حرام فلن تنتهي عن ذلك، فلابد إذن من إقناعها، وأظن أن هذا يكون بالآتي:

1- زوجتك عندها فراغ مميت، فمن أين تملأ هذا الفراغ؟ أنت لم تسأل نفسك هذا السؤال! إذن البداية الصحيحة هو أن تملأ لها فراغها، وذلك بأن تلحقها بمركز تحفيظ للقرآن الكريم؛ حتى تنشغل بحفظ القرآن، أو تواصل دراستها ولو بالمراسلة، أو تلتحق بمهنةٍ كالتطوير ونحو هذا، حسب وضع منطقتكم.
2- لا تنهاها عن مشاهدة التلفزيون، ولكن احضر لها كتيبات إسلامية دعوية في البيت، وشجعها على الاطلاع والقراءة، فعندما تشتغل بذلك ستترك التلفزيون، أما أن تنهاها فقط فإن النهي عن الشيء صعب على النفس، ويأتي العناد.
3- لا يمكن أن يصل الأمر بأي حالٍ إلى الطلاق لأن الزوجة تُشاهد التلفزيون، فهل الحياة الزوجية تكون نهايتها بهذه البساطة يا أخي؛ لأن زوجتك أصرت على التلفزيون، فهي امرأةٌ بالغةٌ رشيدة، ومسئوليتها على نفسها، وقد وعظت ودعوت، والأمر يرجع إليها أمام ربها.
4- لك أن تُشعرها بعدم رضاك عن سلوكها، وأن المرأة تحاول أن تُرضي زوجها، فهذا واحد من أساليب الدعوة إليها.
5- ثم دلهّا على بعض القنوات الطيبة، كقناة المجد مثلاً ...وغيرها.
6- أرجو ألا تكون فظاً غليظاً في هذا الأمر، فتقابلك بالمثل، وفي النهاية يؤدي الأمر إلى الطلاق، فالدعوة بالتي هي أحسن واجب المسلم.

وأخيراً: أكثر من الدعاء لها أن يصلح الله أمرها.
والله ولي الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق saad

    لو ان كل شخص طلق زوجتة لانها تشاهد التلفاز لوجدنا 90%من نساء المسلمين مطلقات.للعلم انا لااحب مشاهدة التلفزيون وليس عندي وقت لذلك

  • الجزائر كمال كمال

    شكرا على النصيحة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً