الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق والخفقان وخفة الرأس ولا أستطيع النوم فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا عنا، فأنتم قبلة المهمومين، نفس الله كربكم جميعا.

منذ ثلاثة أيام لا أستطيع النوم بشكل جيد، أدخل في النوم بصعوبة شديدة، مثلا استيقظت للعمل يوم الأربعاء في الساعة 7 صباحا، وعندما انتهى العمل في الساعة 5 مساء لم أنم حتى الساعة 8 صباحا باليوم الذي يليه، فأتغيب عن العمل.

ما أشعر به أن رأسي داخل قارورة مياه، ويوجد ضغط على جبهتي في منطقة الناصية، وعلى عيني، وكأن شيئا يمشي داخل رأسي، وفروة رأسي مشدودة جدا، و قلبي ينبض بسرعة، ولدي خوف من عدم النوم، أرغب بالصراخ من معاناتي، فأنا لا أستطيع النوم على الإطلاق.

عندما نمت الساعة 8 صباحا استيقظت الساعة 5 عصرا، ولم أخلد للنوم بعدها حتى الساعة 9 صباحا يوم الجمعة، واستيقظت لصلاة الجمعة مجهدا، ونمت بعدها حتى الساعة 5 عصرا، وهكذا، أشعر بأن رأسي سينفجر من كثرة التفكير في النوم، مع عدم استطاعتي لنيل النوم، وأنا ملتزم بالعمل.

ملحوظة: لدي معدل من القلق عال، ووسواس فكري بسيط في بعض الأمور، أشعر أن ساعتي البيولوجية تلخبطت، هل من شيء يساعدني على النوم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يمكن فصل اضطراب النوم عن حالتك النفسية التي أرسلت بخصوصها عدة استشارات، وتفضل السادة المستشارون بالإجابة عليها، ولا شك أن طول ساعات الدوام لمدة 10 ساعات له علاقة أيضا بذلك الاضطراب، ولكن يجب أن تتأقلم حياتك على ذلك، بما في ذلك تأجيل الزيارات الاجتماعية والعائلية، والتوقف عن السهر دون طائل إلى نهاية الأسبوع، والحرص على تناول طعامك قبل موعد النوم بساعتين على الأقل.

مع ضرورة الحرص على النوم ليلا بعد صلاة العشاء؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم، تسمى Endorphins، وهي في الواقع مواد تشبه المورفين في تأثيرها الطبي على جسم الإنسان، morphine-like chemicals، دون أن يكون لها مضاعفات جانبية، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا، والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة.

الخفقان، والشعور بخفة الرأس، والدوار، والقلق، والوسواس، لها علاقة بالاضطراب في الهرمونات الموجودة في المخ، والتي تقوم بدور الموصلات العصبية، neuro and chemoreceptors، التي تقوم بضبط وتوصيل الإشارات العصبية بين خلايا المخ المختلفة، ومن بين تلك الموصلات هرمون سيروتينين، وهرمون دوبامين، والأدوية المضادة للناكتئاب والقلق، تساعد في ضبط تلك الموصلات العصبية، وبالتالي تساعد في علاج أمراض القلق والوسواس والاكتئاب، وعليك المتابعة مع أحد المستشارين النفسيين لمتابعة حالتك.

ومن المهم إجراء بعض الفحوصات البسيطة، مثل فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين (د)، وفحص فيتامين (B12)، وفي حال تشخيص فقر الدم، لا مانع من تناول كبسولات تحتوي على حديد، وعلى فوليك أسيد، مثل fefol او ferose F، يوميا كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين إلى 4 شهور، ثم إعادة فحص صورة الدم CBC مرة أخرى للمتابعة.

مع ضرورة أخذ حقنة فيتامين (د)، جرعة 600000 وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د)، جرعة 50000 وحدة دولية، كبسولة واحدة كل أسبوع لمدة 12 أسبوع، وأخذ حقن neurobion، المغذية للأعصاب يوم بعد يوم عدد 6 حقن قابلة للتكرار، مع ضرورة شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان، مع أخذ كبسولات مسكنة للألم مثل celebrex 200 mg، مرتين يوميا بعد الأكل لمدة 10 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً