الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يعاني من الحول الوحشي، فهل له علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب لدي طفل عمره سنة وسبعة أشهر، عيناه تنحرفان بشكل متقطع إلى الخارج، ذهبنا به إلى الطبيب، وقال: حول وحشي، وأن عيناه سليمتان من قصر النظر وبعد النظر، وأنه بحاجة إلى عملية جراحية، فما العمل؟

علماً أن انحراف العين إلى الخارج لا يتكرر كثيراً في اليوم، ولا يدوم سوى لفترة قصيرة لا تذكر.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ jameel حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحول الوحشي المتقطع هو الأكثر شيوعاً عند الأطفال في السنوات الأولى للحياة، ولكن قد يتأخر البدء حتى أعمار المراهقة والشباب، كما قد يلاحظ أحياناً خلال الأشهر الأولى للحياة.

غير معروف الأسباب، ولكن أحياناً هناك عامل وراثي يتظاهر بانحراف إحدى العينين باتجاه الأذن (حول وحشي) في بعض الأوقات، ويحدث الحول في أوقات متقطعة قد تكون قليلة جداً (قد تكون مرة كل عدة أيام)، كما قد تكون متكررة بشدة (وربما أكثر بكثير من الأوقات التي لا يظهر فيها الحول).

أكثر ما يحدث الحول على الشرود خاصة، وأيضاً على الانفعال والتعب والمرض والنعاس، وعند الاستيقاظ صباحاً, وفي بعض الحالات الأقل شيوعاً يحدث هذا الحول عند تدقيق النظر في شيء ما.

عند حدوث الحول قد يستمر للحظات قصيرة جداً، وقد يتأخر زواله لساعات، وفي أغلب الأحيان يزول بمجرد استعادة المريض لانتباهه.

إغماض إحدى العينين عند التعرض للشمس علامة شائعة جداً في الحول الوحشي المتقطع.

عند كثير من المرضى تكون المشكلة الأساسية هي مواقف محرجة تصادفهم عند حديثهم مع شخص أمامهم، حيث يعتقد أن شخصا آخرا موجود في جهة العين المنحرفة، ينظر إليه المريض ويتحدث معه.

زاوية الحول عند حدوثه قد تكون صغيرة، ولا ينتبه لها الناس إلا من كان دقيق الملاحظة, كما قد تكون كبيرة جداً وبصورة لا يمكن لأي شخص إلا أن ينتبه لها، وقد تسبب مشكلة نفسية كبيرة للمريض.

الكسل الوظيفي نادر الحدوث في الحول الوحشي المتقطع، ما لم يكن مترافق بتفاوت في درجات الانكسار بين العينين.

العلاج: طالما أن البصر سليم، ولا يوجد نقص نظر سواء قصر أو بعد نظر، فمن الممكن الاكتفاء بالمراقبة، وعدم إجراء أية معالجة خاصة في الأعمار الصغيرة جداً، وفي حال كان ظهور الحول القليل، وليس له تأثير من الناحية الجمالية والاجتماعية.

المعالجة التصويبية بالتمارين مفيدة جداً في بعض الحالات، وهي قد تؤدي إلى منع ظهور الحول، أو التقليل من ظهوره بشكل كبير، خاصة إذا كانت زاويته غير كبيرة, ولكن هذه التمارين يجب أن تجري فقط بإشراف طبيب متخصص، أو فني خبير بهذه المعالجة في مركز متخصص وباستخدام تقنيات خاصة، أما تمرين تقريب القلم الشهير فلا فائدة تذكر له.

العلاج الجذري عادة هو الجراحة وتكون النتيجة ممتازة في أكثر الحالات إذا أجريت الجراحة بطريقة صحيحة، وبعد تقييم جيد لزاوية الحول, ولكن مع وجود نسبة نكس وحاجة لجراحة ثانية تتراوح بين 20 – 30%.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً