الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثقل ودوار خفيف وثقل وتنميل في اللسان..أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 33 سنة، أعاني منذ 3 سنوات من ثقل ودوار خفيف في الرأس، وثقل وتنميل في اللسان، وإرهاق عام في الجسم، هذه الحالة مستمرة طول النهار.

ذهبت إلى العديد من الأطباء منهم العام، واختصاص الدماغ والأعصاب، واستقر في الأخير بعد إجراء جميع الفحوصات أنها حالة توتر واكتئاب، توجهت في الأخير إلى طبيب نفساني وأعصاب، ووصف لي هذه الأدوية serval و lysanxia.

لم أتناول بعد الدواء، وذلك لأني أعرف أن هذه أدوية أعصاب وأخاف من تأثيراتها، أريد أن أسألكم عن هذه الأدوية هل لديها تأثيرات سلبية أم لا؟ وهل هي مناسبة للحالة التي أعاني منها؟

ملاحظة: لدي شعور بالخوف الشديد، وحصلت لي العديد من نوبات الهلع، هل يمكن تكون هي سبب هذه الحالة؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أنت لديك أعراض نفسوجسدية، بمعنى أن ما بك من قلق بسيط واكتئاب حتى وإن كان مقنعاً أو خفياً أدى إلى الأعراض الجسدية مثل الشعور بالثقل والدوار الخفيف في الرأس، وتنميل اللسان والإرهاق العام -هذه يا أخي- بالفعل أعراض نشاهدها كثيرا لدى مرضى الاكتئاب والقلق، فأنا اعتبر حالتك حالة نفسوجسدية من النوع الخفيف البسيط، وفحوصاتك -الحمد لله تعالى- كلها سليمة، ولا أريدك أن تعتبر نفسك مريضاً نفسياً، هذه مجرد ظاهرة، وسوف تختفي -إن شاء الله تعالى-.

قبل أن نتحدث عن الأدوية لا بد أن تحاول أن تغير من أسلوبك ومنهجك، بأن تكون شخصاً فعالاً، فعالاً في القطاع الاجتماعي، القطاع الأسري، محيط العمل، في كل شيء.

الفاعلية -أخي الكريم- تشعر الإنسان بالحيوية، والإنسان حين يشعر بالحيوية يكون أكثر فاعلية، وهذا يجعله يرتاح نفسياً وجسدية واجتماعياً.

ممارسة الرياضة أيضاً اعتبرها من الأشياء المهمة جداً لإزالة هذه الأعراض التي تحدثت عنها، فيا أخي الكريم أجعل لنفسك نصيباً من ذلك، ولا بد أن تنام نوما ليليا مريحا، هذا أيضاً فيه فائدة كبيرة، أرجو أن تهتم بغذائك وتنظمه، اكثر من تواصلك الاجتماعي، احرص على واجباتك الدينية، فكر في المستقبل بإيجابية هذه أسس علاجية مهمة جداً، ومن وجهة نظري هي أهم من الدواء.

أما بالنسبة للأدوية التي وصفت لك، فهي أدوية جيدة وإن كان الدواء الأول ربما يسبب التعود في بعض الأحيان، أنا أقترح عليك دواءً ممتازا، لكن هذا الأمر يجب أن يقرره طبيبك، الدواء يعرف باسم سيرترالين، هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري لوكستونيل أو زوالفت، وربما تجده في تونس تحت مسمى آخر، الدواء دواء ممتاز، ملطف للمزاج، يزيل الاكتئاب، يزيل المخاوف، الهرع، القلق، وفي ذات الوقت لا يسبب الإدمان أبداً، وآثاره الجانبية قليلة جداً، وأنت تحتاج إلى جرعة بسيطة من السيرترالين، الجرعة الكلية هي 200 مليجرام في اليوم، لكن أراك تحتاج فقط لـ 50 مليجرام والجرعة التمهيدية، أو جرعة البداية تكون نصف حبة 25 مليجرام تتناولها ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة اشهر، ثم نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، هذا هو الذي أقترحه وأراه، لكن اجعل القرار النهائي لطبيبك، ونحن سعداء جداً -أخي الكريم- على مشاركتك في استشارات الشبكة الإسلامية، وثقتك بهذا الموقع.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً