الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت لصدمة في دراستي وسببت لي اكتئاباً.. ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المميز، وجعله الله في موازيين أعمالكم.

تعرضت لصدمة في دراستي، وسببت لي اكتئاباً، علماً أنه كان لدي نوبات هلع منذ المتوسطة، وكبرت معي وتعايشت معها، أما الاكتئاب فإنه عارض جديد، وللتعرف كيف أتعامل معه؟

انقلبت حياتي رأساً على عقب، كدت أفقد دراستي لولا لُطف الله، وصرت أتناول دواء باروكسات 10 ولاميكتال 50 وأريد التخفيف منه.

لأني أراني تحسنت كثيراً، كذلك كلام الطبيبة، لكني تعلقت بالدواء جداً، وأشعر أني سأفقد الحياة من دونه، لا أعرف كيف أسايس نفسي، كي أترك الدواء، أشعر كأن الدواء هو من يتحكم بي، أعلم أنه سيّء، ولكن يجب أن أكون صريحة معكم.

أفكر في التخرج الدراسي وأشكر الله وأخاف من أنه بعد التخرج تراودني أفكار كثيرة، مثل أنه سيكون لدي وقت فراغ كبير، وسأجلس بالمنزل، وأنا اجتماعية ولله الحمد، والخوف يمنعني من الخروج من المنزل وحدي، ومن أن لا أجد وظيفة، وبالتالي سأتفرغ للأفكار، وسيعود الاكتئاب.

علماً أن الطبيبة تقول: إن الدواء شبه عمود تستندين إليه، أي أن نفسيتكِ تحسنت جداً، وخائفة جداً، ومترددة.

أرجو إرشادي بعد الله سبحانه، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أتوقع أن الدواء يجب أن يكون تحت إشراف الطبيبة التي تقوم بعلاجك، والدواء كما يعرف له مراحل، المرحلة التمهيدية ثم المرحلة العلاجية ثم المرحلة الوقاية ثم مرحلة التوقف التدريجي عن الدواء، أي الذي تحتاجينه الآن، وبعد موافقة الطبيبة هو التوقف التدريجي عن الدواء.

اللاميكتال لا توجد مشكلة في التوقف عنه تخفض الجرعة 25 مليجراماً لمدة أسبوعين، ثم 25 مليجراماً، يوماً بعد يوم لمدة 10 أيام ثم يتم التوقف عنه، وغالباً اللاميكتال دواء لا يكثر التعلق به أو الاعتمادية عليه، أما الباروكسات دواء قد يسبب بعض لا أقول الإدمان لكن يكون هنالك تخوف من التوقف عنه لأنه قد ينتج من ذلك نوع من الآثار الانسحابية البسيطة.

في حالتك يمكن أن يكون أيضاً التوقف توقف تدريجي وببطء شديد نفس الجرعة التي تتناولينها تجعلينها حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين، الباروكسات يوما بعد يوم لمدة شهرين ثم بعد ذلك حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهراً ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بهذه الكيفية أعتقد أنه سيحدث نوع من الفطام التدريجي من الأدوية، لكن لا بد أن تنشطي فاعليتك العلاجية الأخرى خاصة على مستوى التواصل الاجتماعي، على مستوى حسن إدارة الوقت، وعلى مستوى ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، على مستوى تغيير الفكر ليصبح فكراً إيجابياً، وأن تكون لك خطط لكيفية إداء وقتك والاستفادة منه على أفضل ما يكون، وأن تبني بعض الهوايات، أن تكون أكثر حرصاً على أمور دينك خاصة الصلاة في وقتها، ويا حبذا لو انضممت إلى مرفق من مرافق الدراسات إسلامية كانت أو خلافه أو كلاهما، هذا كله يمثل بديلا أساسيا للعلاج الدوائي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً