الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الكسل والفتوروالتهاون في العبادة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على اهتمامكم الكبير بنا وبصحتنا، ونحن ممتنون لذلك، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

عانيت في فترة دراسة البكالوريا من الخوف والوساوس بشكل كبير، وذهبت إلى الطبيب على إثرها ووصف عقار الديروكسات، تحسنت حالتي، ونجحت في الامتحان، وبعد سنتين تدهورت وصرت أعاني من الهلاوس، كنت أعتقد بأنني نبي الله، رجعت إلى الطبيب نفسه، ووصف عقار الدبرتين، وبعد سنتين عادت الهلاوس بشكل أبسط، صارحت الطبيب بأنني أحس بأنني المهدي، فشخص الحالة بأنها وسواس قهري، وأعطاني عقار الريبيرال، وساءت حالتي كثيرا، فتوقفت عن الدراسة.

في تلك الفترة كنت أعاني كثيرا، وكنت أبكي أحيانا لأنني عشقت فتاة ولم أوفق في الارتباط بها، كانت الفتاة تشغل الكثير من وقتي في التفكير فيها، بعدها عانيت من الاكتئاب بشكل شديد، وذهبت إلى طبيبة جديدة، وصفت لي سوليان 200، تحسنت حالتي -الحمد لله-، وفي أحد الأيام فكرت في خطة تمكنني من محادثة تلك الفتاة، وتوهمت بأن خطتي سوف تنجح، فرحت فرحا شديدا ولم أتمكن من النوم يومين، أخذني والدي إلى الطبيبة مرة أخرى وزادت الجرعة إلى 400، بعدها أصبحت أشعر بالخوف من الناس، فوصفت لي دبرتين 20، مزاجي الآن ممتاز، تلاشت مشاعر الخوف من الناس، وصرت أضحك على عشقي لتلك الفتاة، لكنني كسول بعض الشيء، وأدخن كثيرا، ولا أعمل، ومتهاون في أداء الصلاة، ما هو الحل لحالتي؟ وهل سأشفى نهائيا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أنك بالعلاجات تحسنت كثيراً وتخلصت من الأعراض التي كانت تؤرقك، وبالذات حول تلك الفتاة والأشياء الأخرى، مثل عدم النوم مثلاً، -الحمد لله- الآن بالعلاجات تمت السيطرة على كل هذه الأعراض، وبقي شيء من الفتور والكسل وعدم العمل، والتهاون في الصلاة، وهذا طبعاً -إن شاء الله- يحتاج إلى تأهيل أو جلسات دعم نفسي مع العلاج لكي تعود إلى ممارسة حياتك الطبيعية، و-بإذن الله- كل شيء يعود طبيعياً، ولكن هذا يتطلب وقت -يا أخي الكريم- ويتطلب المتابعة المستمرة مع الطبيب.

حيث سيقوم كما فعل معك بتغيير جرعات الدواء تخفيضاً أم زيادة حسب الحالة التي تعاني منها، وقد يغير في الأدوية أو يبدل أيضاً حسب ما يراه مناسباً، وقد يثبتك على دواء مثلاً للوقاية، وهذا شيء طبيعي، وليس معنى ذلك أن المشكلة مستعصية، ولكن معناه أنك تحتاج إلى علاج لفترة حتى لا تعود الأعراض مرة أخرى وحتى تعيش طبيعياً وتمارس حياتك بصورة طبيعية، فإذاً النصيحة هي المتابعة المستمرة مع الطبيب، واتباع التعليمات التي يقوله لك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً