الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الغثيان والقيء شرط لإثبات سلامة الحمل؟ وهل الطعام غير الصحي يضر كثيرا بالجنين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا حامل في الأسبوع الثامن، وهذا حملي الثاني، ولكن يختلف تماماً عن أول مرة وهذا يقلقني كثيراً؛ لأنني لا أشعر بأعراض مثل الغثيان أو القيء، علما أني أشعر بألم الثدي والتبول الزائد والاشمئزاز عند شم بعض الروائح وألم الظهر وتقلصات البطن والصداع وغيره.

راجعت الطبيب منذ عشرة أيام، وتأكدت أن كيس الجنين ظهر وقلبه ينبض، ولكن عدم شعوري بالغثيان يقلقني على جنيني، لأن كل من حولي يقولون أن الغثيان والقيء من أعراض الحمل السليم، فهل يوجد خطر على جنيني؟ وهل عدم شعوري بالوحام شيء غير مطمئن؟

خلال مدة الحمل تناولت العديد من الأطعمة غير الصحية، وما زلت مستمرة عليها، بالإضافة لتناول الطعام خارج المنزل، فهل سيتأثر الجنين بهذه الأشياء؟ وهل هناك خطر عليه جراء عادات طعامي السيئة؟

علما أني في السابق كنت أتناول الطعام في المنزل، ولا أحب الأطعمة الضارة، ولكن أجبرت على هذا من أول الحمل ولم أستطع السيطرة على نفسي، فماذا أفعل؟ علما أني فقدت جنيني الأول بطفرة جينية نادرة ليس لها سبب، وقد فسرتم لي ذلك في استشارة سابقة، وكنت حريصة في حملي الأول المفقود أكثر من هذا الحمل، ولا أريد أن أفقد الثاني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فريدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقدانك للجنين في الحمل السابق ولد لديك بعض المخاوف وهي مخاوف منطقية وطبيعية إذا ظلت في حدود المنطق والعقل، وحتى لا تتحول المخاوف إلى حالة مرضية يجب أن نعمل الفكر والعقل في أسباب ووجاهة تلك المخاوف.

وضرر تناول الطعام خارج المنزل يأتي من خلال الوزن الزائد بسبب تناول المزيد من السعرات الحرارية وتناول الكثير من الطعام ليس إلا، وليس له ضرر على الجنين حتى لو كان الطعام ملوثا وأدى إلى نزلة معوية مع قيء وإسهال.

ولا مانع من تناول الطعام خارج المنزل أو طلب الطعام إلى البيت إذا حكمت الظروف لذلك، ولكن يظل ذلك هو الاستثناء والأصل هو إعداد الطعام في المنزل خفضا للنفقات ولوضع لمسة عائلية على الطعام المعد، ولكن لا خوف ولا ضرر صحي من تناول الطعام خارج المنزل.

ولا تعاني كل السيدات من الغثيان والدوار الصباحي والقيء أثناء الشهور الأولى من الحمل، بل فقط ما بين 50 إلى 70 % من السيدات الحوامل يحدث لديهن درجات متفاوتة من الغثيان والقيء، والباقي لا يعانين من شيء، بمعنى أن 5 إلى 7 سيدات من أصل 10يعانين من بعض الأعراض، والنسبة الباقية لا يشعرن بغثيان أو قيء وإن الأعراض تظهر من الأسبوع الخامس والسادس من الحمل، وتظل حتى الأسبوع السادس عشر، ثم تختفي تماما.

ومن المهم في هذه المرحلة متابعة الجنين بالسونار ومقارنة عمر الجنين بالسونار مع عمره الحسابي وسماع النبض والاطمئنان على الحركة وعلى سلامة الأعضاء، ومتابعة الحمل ليس ترفا بل ضرورة طبية، مع ضرورة قياس ومتابعة ضغط الدم وتحليل البول والزلال وفحص صورة الدم، وتناول حبوب فوليك أسيد 5 مج يوميا، ولا مانع من عمل اختبار الحمل الرقمي ثم إعادة فحصه بعد 48 ساعة؛ للاطمئنان على تطور الحمل بشكل طبيعي، والمفترض أن تزيد نسبة هرمون الحمل إلى الضعف في التحليل الثاني عن الأول، ونتمنى لك السلامة.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً