الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض عديدة فهل هي نفسية أم جسدية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

في البداية أشكركم على سعة صدوركم ومساعدتكم لنا في حل مشكلاتنا.

عمري 35 سنة، ووزني 105 كجم، وطولي 180 سم، مشكلتي بدأت بالأعراض التالية: تعرق كثيف، وصعوبة في التنفس، وبرودة في الجسم، وشعور باقتراب الموت.

فحصت عند أطباء الباطنية والقلب والصدر، وأجريت الأشعة وإيكو ورسم القلب، والنتائج سليمة باستثناء تشخيص أحد الأطباء، والذي أخبرني بوجود ارتجاع المريء، تناولت دواء نكسيم 40 بانتظام، ثم تناولت نكسيم 20 لفترة، وتحسنت حالتي ولكنني عانيت مرة أخرى من الآلام الصدر من ناحية القلب، وصعوبة التنفس في الليل، وأحيانا أستيقظ من نومي وأنا متعرق، ولدي صعوبة بالتنفس، وأشعر بالضغط على صدري من ناحية الشمال.

أنا متابع لموقعكم، وأحيانا أشعر بأن بعض الاستشارات تشبه حالتي، من حيث دواء سبرالكس أو فافرين، فهل تنصحونني بتناول أدوية القلق والمخاوف والاكتئاب لفترة معينة؟ فقد فضلت تأخير تناولها إلى حين استشارتكم، ولا يوجد طبيب نفسي في مدينتي.

وأخيرا هل لو كنت سليما من القلق والمخاوف، وكانت حالتي فقط ارتجاع المريء، فهل أستطيع تناول السبرالكس دون الحاجة له؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن أعراض القلق النفسي هي التي أدَّت إلى كلِّ ما شعرت به، حدثتْ لك نوبة من القلق والمخاوف وشيء من الوسوسة، وبعد ذلك تحوّلت أعراضك وأصبحت أعراضُ نفس جسدية، بمعنى أن التوتر النفسي تحوّل إلى توتر عضلي، وأكثر المناطق التي تأثَّرتْ هي منطقة الصدر، لأن القفص الصدري بحكم وجود القلب داخله وتخوّف الناس حول أمراض القلب يحدث هذا التأثر النفسي السلبي، يعني حدث انقباضات شديدة في عضلات القفص الصدري ممَّا أدَّى إلى شعورك بالألم فيه وصعوبة التنفُّس.

أنت لا تعاني من مرضٍ عضوي، حالتك النفسية القلقية هي التي أدَّتْ إلى كل هذا، وهي -إن شاء الله تعالى- حالة بسيطة.

أنا لا أراك مكتئبًا أبدًا، ولا أريدك أبدًا أن تُسمِّي نفسك مكتئبًا، الأمر مجرد قلق، وعلاجه -إن شاء الله- بسيط. مارس الرياضة بكثافة، مارس تمارين الاسترخاء، تجد طريقتها في الاستشارة المُعدَّة من قِبل إسلام ويب تحت رقم (2136015)، أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، فاحرص على ممارسة تمارين الاسترخاء صباحًا ومساءً، وسوف تجد فيها خيرًا كثيرًا.

الأمر الآخر: لا أراك تحتاج للسبرالكس، حالتك لا تتطلب السبرالكس، حالتك تتطلب أحد الأدوية البسيطة والخفيفة مثل الـ (موتيفال)، وهو متوفر في مِصْرَ، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناوله.

والبديل للموتيفال هو عقار (دوجماتيل)، والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد)، أيضًا دواء ممتاز لاحتواء القلق المصحوب بأعراض نفسوجسدية مثل الذي تعاني منه، وإن كان خيارك هو الدوجماتيل فالجرعة هي: أن تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة سبعة أيام، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا صباحًا، وخمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أنت لست محتاجًا للدوائين -أي الموتيفال والدوجماتيل- إنما تحتاج لأحدهما، وكلاهما جيد، وكلاهما مفيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً