الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من انسداد وطنين في الأذن وصعوبة في البلع.. فما هي حالتي وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أعاني من انسداد في الأذن وطنين، وثقل في السمع، وصوت صفير، فذهبت للطبيب، أجرى لي تخطيطا واختبارا لقوة السمع، كما ذهبت للمستوصف الصحي، قالت لي الطبيبة أنني أعاني من التهاب الحلق والحنجرة، لكنني تركتها وعدت للطبيب السابق، وقال أنني أعاني من التهاب الجيوب الأنفية، ووصف لي دواء كلاينيز لمدة أسبوع، ولكن دون جدوى.

تركت الأطباء ولم أزل أعاني المشكلة منذ ثلاث سنوات، رغم أنني محافظ على جسمي وسمعي، وأمارس الرياضة، وأتناول الأكل الصحي، ولا أستعمل سماعات الأذن التي تضعف السمع، وأشعر أن سمع به تشويش، ويؤلمني سماع الصوت العالي.

كما أعاني من ألم اللوزتين، واالتهاب الحلق، وصعوبة في البلع، عندما أكون بوضع مستقيم أشعر بصعوبة البلع، وعندما أرفع رأسي قليلا أشعر بالبلع بشكل طبيعي، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ omar حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة للأذن، فالواضح من شكايتك بأنه كان لديك التهاب في الأذن الوسطى، مع انصباب للسوائل في تجويفها تالي لالتهاب في الطرق التنفسية العلوية, وهي ما تعطي هذا الاضطراب في السمع من ثقل وطنين وألم.

أولا: العلاج بالكلارينيز لا يجب أن يستمر لأكثر من خمسة أيام لمدة أسبوع، ومن الخطأ وصفه لأسبوعين أوثلاثة كما فعل طبيبك الأول.

الخطوة الأولى في تقييم هذه الحالة هو بإجراء الفحص الأذني لدى اختصاصي أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، وهو سيقوم بتخطيط السمع وقياس الضغط في الأذن الوسطى، ومعاوقة غشاء الطبل، والمنعكسات الأذنية، وهي ستعطينا فكرة وافية عن مدى وجود السوائل في الأذن، ومرونة حركة غشاء الطبل، والعظيمات السمعية في الأذن الوسطى.

بعد التأكد من انصباب السوائل في الأذن الوسطى، والذي إن صح فهو قد أصبح حالة مزمنة (على مدى السنوات التي ذكرتها)، وهذا له تأثير سيء على غشاء الطبل والعظيمات، وبكل الأحوال البداية في العلاج هي بإجراء مناورة تهوية الأذن الوسطى بمناورة ندعوها مناورة فالسالفا وهي كالتالي:

إغلاق كلى فتحتي الأنف باليد، وثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كافي لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى، وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبل من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى؛ بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، يجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر حيث ستحس بدخول الهواء للأذن ويبدأ السمع بالتحسن.

إن كانت الحالة المزمنة لديك قد أدت لترهل في الغشاء المخاطي أو ذوبان في العظيمات السمعية فلا يوجد لديك هنا إلا الحل الجراحي، بإجراء كشف استقصائي لتجويف الأذن الوسطى، وترميم العظيمات، وأحيانا استبدال غشاء الطبل المترهل، والملتصق على العظيمات بغشاء جديد مصنع من طعم ليفي يوخذ من صفاق العضلة الصدغية بالعملية ذاتها.

بالنسبة للوزتين فلا بد من تقييمهما، فإن كان هناك التهاب مزمن أو ضخامة شديدة فالحل جراحي باستئصالهما, وإلا فقد يكون السبب تحسسيا في البلعوم، وهذا يعالج دوائيا بمضادات التحسس، وبالبعد عن المخرشات في الطعام كالفلفل والحوامض والبهارات والمخللات.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً