الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض نفسي وأريد تناول الدواء، أريد نصحكم وإرشادكم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أشكركم على هذا الموقع، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
ذهبت إلى طبيب نفسي، وتحدثت له عن كل ما يراودني من أفكار، وكل ما أحس به نفسيا وجسديا، وخوفي الدائم من الموت والمرض، وإحساسي باقتراب أجلي وخوفي من الموت، وأنني سأمرض بمرض خطير نسأل الله السلامة والعافية، ونوبة الهلع التي تأتيني بين الحين والآخر، ونبضات قلبي التي تتسارع، ورعشة جسمي، وضيق التنفس، وحياتي التي لم أحس بطعمها ولا كأني عايش أصلا، وفقداني للذة الحياة، وخوفي الدائم من أن تتطور حالتي التي من الممكن أن توصلني للجنون والعياذ بالله، هذا الفكر لم يذهب عني لحظة وحتى وأنا أصلي أو أقرأ القرآن.

شرحت له كل شيء يحصل معي بالتفصيل، فقال لي: إنني إنسان قلق، والقلق يسيطر على حياتي بشكل تام، ولا أستطيع التوقف عن التفكير، وأن القلق والخوف والتفكير أصبحوا جزء من حياتي، وأيضا أعاني من وساوس قهرية، فوصف لي دواء (effexor xr75) حبة بعد الغداء يوميا، علما أنني تناولت هذا الدواء منذ خمس سنوات تقريبا ولكن ليس (إفيكسور) فقط، وكنت أتناول أيضا دواء (بوسبار).

حاليا لا أتناول الدواء خوفا من الإدمان أو الآثار الجانبية، فأنا مريض بالتهاب في المعدة منذ عدة سنوات، فبم تنصحونني أن أفعل فهل أتناول دواء (إفيكسور) أم دواء آخر، أم أتناول (الإفيكسور) أم(البوسبار)؟ وكم هي المدة التي أتناول فيها الدواء؟ وهل له آثار الجانبية؟ وهل سأستفيد منه في حالتي هذه؟ وكيف أتوقف عن الدواء إذا تناولته؟ وهل له أضرار على المعدة أو على باقي أعضاء الجسم؟

أود الإجابة على كل هذه الأسئلة بالتفصيل، أرجوكم ولكم مني جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما أنت تعاني من قلق وأعراض اكتئاب فالإفيكسور قد يكون هو العلاج المناسب لك، وطالما استعملته من قبل فهنا السؤال لك: هل استفدتَّ منه؟ هل ساعدك في علاج الأعراض من قبل؟ إذا كنت استفدتَّ منه قبل خمس سنوات فإذًا عليك أن تستعمله مرة أخرى، ولكن إذا لم تستفد منه فيجب تناول دواء آخر، وأن تُخْبِرَ الطبيب بذلك حتى يصف لك دواء آخر، أما إذا كنت استفدتَّ منه قبل خمس سنوات فإذًا تناوله الآن.

الأعراض الجانبية الرئيسية المرتبطة بالإفيكسور هي (أحيانًا): غثيان في الأيام الأولى من تناوله، ولذلك يفضَّل أن يتم تناوله بعد الأكل، وقد يؤدي إلى أرق، ولذلك أيضًا يؤخذ ويتم تناوله في النهار ولا يُؤخذ ليلاً، وطبعًا الأعراض الأخرى مثله مثل مضادات الاكتئاب، مثل المشاكل الجنسية، وأحيانًا صُداع.

أيضًا من الأشياء التي يُسبِّبها الإفيكسور - ولكن في جرعات كبيرة وعالية، أي أكثر من مائتي وخمسة وعشرين مليجرامًا - هو: ارتفاع في ضغط الدم السيستولي، بجرعات عالية عادةً وليس في جرعات صغيرة مثل خمسة وسبعين مليجرام.

كما أنه قد يُسبِّب أعراض انسحابية بعد التوقف عن تناوله، ولذلك أيضًا يجب أن يتم التوقف عنه بالتدريج.

المدة هي: يجب ألَّا تقلّ عن ستة أشهر، مدة الاستعمال، وطالما استعملته قبل فترة طويلة والآن الأعراض بدأت منذ فترة، فأقترح أن يكون الاستعمال ما بين تسعة أشهر إلى سنة كاملة، ثم تتوقف عنه بالتدريج إذا تحسَّنت عليه، وإذا لم تتحسَّن يجب أن تناقش الطبيب النفسي حتى يكتب لك دواء نفسي آخر.

لا تنسى - يا أخي الكريم - العلاجات النفسية، خاصة العلاجات السلوكية المعرفية، فهي مفيدة في القلق والاكتئاب والوسواس القهري، وتُعطي مفعولاً أكبر، إذا كان هناك علاج نفسي مع العلاج الدوائي.

للفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا:(261797 - 272262 - 263284 - 278081)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً