الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صداع مستمر سبب لي القلق والخوف، فما تفسيركم له؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من صداع في مؤخرة الرأس والرقبة منذ ثلاثة أيام، والتفكير في الموضوع أتعب نفسيتي كثيرا، راجعت الطبيب وتبين أنه مجرد صداع توتر وتفكير، واستخدمت أكثر من مسكن، ولكن الألم مستمر ولا جدوى من المسكن، علما أن زوجتي كانت تعاني من صداع وترجيع، وهذا أقلقني جدا،

أفكر في الموضوع بطريقة سيئة، وخائف جدا لأني عادة أصاب بالصداع لمدة ساعة فقط، وأشعر أن حرارتي مرتفعة، ولا أعرف السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: الصداع له أنواع كثيرة جدًّا وأسباب كثيرة جدًّا، يُقال أن هنالك أكثر من أربعين نوعًا من الصداع.

من خلال شكواك وطبيعتها - أخي الكريم - أنا أرى أن هذا الصداع قد يكون صداعًا توتُّريًا، في أغلب الظن أنه مرتبط بالقلق، انشغالك بموضوع الفاضلة زوجتك، والصداع التوتري بجانب الإثارات النفسية البسيطة التي قد تُسبِّبه أيضًا أشياء بسيطة مثل وضعية النوم مثلاً، بعض الأشخاص ينامون على أكثر من مخدة (وسادة)، هذا يؤدي إلى انشدادٍ في عضلات الرقبة.

فإذًا الأسباب قد تكون أسبابًا توتُّرية، وقد تكون قلقية، وقد تكون متعلقَّة حتى بوضع النوم، وأنا أميلُ حقيقة أن الصداع في حالتك - إن شاء الله تعالى - ليس ناتجًا من مرض عضوي رئيسي، لكن - أخي الكريم - أيضًا لا بد أن نتأكد من سلامة النظر، من سلامة الأسنان، الجيوب الأنفية، الأذْنين، ضغط الدم، وربما يتطلب الأمر فحص قاع العين، فسيكون من الحكمة - أخي الكريم - أن تذهب وتقابل الطبيب، وحتى طبيب الأسرة - أو الطبيب العمومي - يمكن أن يقوم بالفحوصات الأساسية التي تجعلنا في حالة طمأنينة -إن شاء الله تعالى-.

فنصيحتي الأولى لك هي أن تذهب وتقابل الطبيب، وإذا كان طبيبًا مختصًّا في الأعصاب هذا قطعًا سوف يكون أفضل. وإن احتجت لأي فحوصات سوف يقوم الطبيب بإجرائها.

وإذا اتضح أن الصداع صداعً توتُّري ففي هذه الحالة أقول لك -أخي الكريم-: حاول الاسترخاء، فالاسترخاء مفيد جدًّا، حاول أن تنام على شقك الأيمن، ولا تنم على وسائد مرتفعة، أيضًا خذ قسطًا كافيًا من الراحة، تجنَّب تناول المسكِنات بكثرة، فلا أعتقد أنها مفيدة، بل هناك دراسات تُشير أنها قد تزيد حقيقة من الصداع في بعض الأحيان.

طبِّق التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين قبض العضلات وشدِّها وكذلك تمارين التنفس التدرُّجي، وإن كان هنالك أي نوع من الأطعمة لا توافقك وقد تكون سببًا في الصداع فأرجو أن تتجنَّبها، وتجنب الأجبان واللبن وكل محتويات ما يُعرف بمادة التيرامين (Tyramine) سيكون أيضًا جيدًا في هذه المرحلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً