الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تراودني أفكار بأني مصابة بمرض خطير، وسأموت قريبا.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري ٢٠ سنة، منذ حوالي ١٠ أشهر إلى سنة أصابني مرض بسيط في تلك الفترة كنت خائفة جدا ومتوترة وكانت تراودني أفكار كثيرة حول أني مصابة بمرض خطير، وأني سأموت قريبا وأبحث يوميا عن الأعراض والأمراض ودائمة التفكير وعانيت من الوسواس والأفكار السوداوية لشهور طويلة، وكنت أبكي وأكتم في نفسي.

حاليا أنا بخير تعالجت منه -ولله الحمد- ولا أفكر كثيرا، ولكن تصيبني بعض الأعراض التي لا أفهمها، ولا أعرف مصدرها وهي: رجفة اليدين في أي وقت وفي أي مكان ومن غير مبرر، ألم في مؤخرة الرأس، وثقل، ألم في يسار القفص الصدري، أحيانا كتمة في الصدر بعد الاستيقاظ من النوم، وخز في الشفاة، دوخة، هذه الأعراض غير مستمرة بل تأتي كل فترة، وفي يوم كنت جالسة فشعرت كأن شيئا يخرج من رأسي وعيني ارتفعت لفوق، شيء غريب، لا أستطيع أن أصفه.

*علما بأني كشفت ولا يوجد أي سبب عضوي لها!

أرجو منكم توضيح سبب هذه الأعراض بدقة؟ وهل هي نفسية؟ وإذا كانت الإجابة نعم، لماذا أشعر بها؟ وأنا لا أفكر كما كنت في السابق؟ وهل أحتاج لزيارة طبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة ناصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرسالتك هذه أنا بحثتها ونظرت أيضاً في رسالتك السابقة حول الألم المستمر في المعدة والتخوف من الإصابة بمرض السرطان، ورقم الاستشارة كان 2329883، أنا أقول لك وبكل وضوح أن أعراضك هذه نفسوجسدية، بمعنى أنك تحسين بأعراض جسدية، لكن منشئها نفسي، والمكون النفسي الرئيسي هو أنه لديك درجة بسيطة مما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، وهي حالات منتشرة وموجودة، القلق طاقة نفسية ممتازة لكن في بعض الأحيان يكون سلبياً، وهذه الأعراض قد تختفي وقد تظهر مرة أخرى، وكما تفضلت تأتيك أحياناً حتى وأنت لست في حالة تفكير سلبي، السبب في ذلك أن العرض له وجهان، يمكن أن يكون مقنعاً أو يكون ظاهراً.

وهذا نشاهده كثيراً في مرض القلق والخوف والوسواس، بمعنى أنه يتأتى على مستوى العقل الباطني في بعض الأحيان حتى وإن لم تكن هنالك أفكار سلبية قد تظهر هذه الأعراض بناءً على هذا التفسير؛ لأن بعض الناس أصلاً لديهم القابلية والاستعداد للقلق والتوتر، العلاجات -إن شاء الله تعالى- بسيطة.

أولاً: افهمي أن حالتك هذه حالة نفسية بسيطة، وليست عضوية.

ثانياً: حتى لا تترددي على الأطباء، وتكونين في حالة اطمئنان راجعي طبيبة الاسرة مرة واحدة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر لإجراء الفحوصات الطبية العامة.

والنقطة الأخرى المهمة هي أن تعيشي حياة صحية من الناحية النفسية والجسدية والإسلامية والاجتماعية.

أولاً: الحياة الصحية معروفة بشروطها المعلومة لجميع الناس النوم المبكر، تجنبي النوم النهاري، احسني إدارة وقتك، صلي صلواتك في وقتها، كوني صاحبة مشاركات إيجابية على مستوى الأسرة، تواصلي اجتماعياً، كوني باره بوالديك، وضعي خطة لإدارة وقتك، وأن تكون لك مشاريع مستقبلية وتضعين الآليات التي توصلك إليها، بهذه الكيفية ينصرف انتباهنا عن أعراضنا النفسوجسدية؛ لأنه أصبح همنا ما هو أهم وأجدى وأفضل، إذاً هذا هو خط العلاج الأساسي لحالتك هذه وهي بسيطة، وقطعاً إن قمت بزيارة طبيب نفسي سوف يدعم ما ذكرته لك، ويزيد -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً