الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سقطت نقطة دم من عامل على يدي وأخشى من مرض فيروس سي!

السؤال

أعمل في مكان به عمل يدوي، وأثناء فك وتركيب أحد العاملين معنا لقطعة معدن على أداة لفك وتركيب المعادن جرح وسقطت نقطة من الدماء من جرحه على أصبعي، فقمت مسرعا بغسلها بالماء جيدا والديتول، ولكن غير الطبي المستخدم للأرضيات الذي يباع عند من يبيعون المنظفات، لا أخفي عليكم من وقتها وتراودني هواجس فيروس سي وخلافه من العدوى، علما أن أصبعي لم يكن به جرح، وأني بالأساس أعاني خوفا من المرض بسبب أني مصاب بالوسواس القهري، فأنا لا آكل ولا أشرب إلا في البيت خوفا من العدوى.

أنا لا أعلم هل الرجل الذي جرح مصاب بأي شيء أو لا؟ ولكني كما تعلمون أخشى المرض، فهل يمكن أن ينتقل شيء لي بتلك الطريقة أم لا؟ أم هذا مجرد وسواس من المرض وخوف من انتقاله لي إن وجد؟

ولو -لا قدر الله- بعد كم يوم من العدوى يظهر جليا في التحليل الخاص بفيروس سي؟ علما أن ما حدث هو بتاريخ اليوم 4 نوفمبر 2017.

أرجو منكم أن تطمئنوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عدم وجود جرح في يدك وغسلها بالماء والديتول في حينه ينفي تماما احتمال انتقال فيروسات إلى يدك، هذا فضلا عن أن العامل المصاب لا يعاني من أيه أمراض فيروسية، وفترة حضانة فيروس الالتهاب الكبدي C تترواح ما بين أسبوعين إلى 6 أشهر، ولا مانع بعد شهرين من الآن من إجراء فحص HCV antibodies، لمزيد من الاطمئنان، ولا مانع من مصارحة العامل بهواجسك ومعرفة هل يعاني من أمراض فيروسية في الكبد أم لا؟ ولن يدخر عنك نصحا -إن شاء الله- فالمؤمن مرآة أخية.

وأنا أنصحك بدوري بترك الهواجس والوساوس، وذلك بمنطقية السبب والنتيجة، فلن تصاب بعدوى مرض فيروسي من رجل أو صديق لا يعاني من ذلك المرض، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي للبوح له بهواجسك، فجلوسك معه يفتح لك الكثير من الأبواب المغلقة في العلاج المعرفي، وقد يصف لك دواء يقلل من تلك الهواجس.

وفقك الله لما فيه الخير.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد (استشاري طب عام وجراحة وأطفال)، وتليه إجابة الدكتور محمد عبد العليم (استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان).
++++++++++++++++++++++++++++++

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أفادك الأخ الدكتور/ عطية إبراهيم عمَّا يجب اتخاذه، وأتمنى أن تكون رسالته مطمئنة بالنسبة لك، وأنا أقول لك من جانبي: من الواضح أن هذا الخوف هو خوف وسواسي، ولا منطق فيه أبدًا، الدم سقط على الجلد، والجلد ليس مُسَرِّبًا للجراثيم، هذه نقطة أساسية، والأمر الثاني: ليس هنالك ما يدل أبدًا أن هذا العامل يُعاني من الفيروس الذي تخوفت منه.

فهذا الخوف لا منطق فيه، هذا خوف وسواسي، ويجب أن يُحقَّر، ويتم تجاهله تمامًا. وأنت قطعًا محتاج أن تغيِّر منهجيتك لتقاوم المخاوف التي تعاني منها، وكذلك الوسوسة، هذه الأعراض إذا لم تجتهد في تفكيكها وتذويبها وإزالتها سوف تُطبق عليك وتزداد لتُعيق حياتك، فلا تحتِّم على نفسك نمطًا وحدًا في الحياة، فعدم الأكل والشرب في أي مكانٍ إلَّا البيت هذا ليس صحيحًا أبدًا، انظر إلى خلق الله يأكلون في المطاعم وفي الولائم، وقل لنفسك (لماذا لا أكون معهم؟).

والتحوطات الصحيَّة معروفة وليست بهذه الطريقة أبدًا، التحوطات الصحية هي: أن يتغذَّى الإنسان الغذاء الصحيح، أن يأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، أن تكون له أنشطة رياضية، هذا كله يرفع من درجة المناعة في الجسم.

فالذي أرجوه منك هو أن تدعو الله تعالى أن يحفظك، واحرص على الصلاة في وقتها، وأذكار الصباح والمساء، حقِّر هذه المخاوف، وعليك ان تتفاعل وتتمازج مع الناس، وأن تفعل ما يفعلونه خاصَّة المتطلبات الحياتية اليومية من أكل وشرب وخلافه.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً