الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي إكزيما في جلد الثدي وأشعر بآلام ووخزات في الثديين.. ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولدت منذ ثلاثة شهور، ولم أرضع ابني إلا فترة قصيرة، يمكن أسبوعين متقطعة.

وظهرت عندي إكزيما في الثدي في جلد الثدي فقط، وليس على الهالة أو الحلمة، وأنا أصلا لدي إكزيما مزمنة منذ الصغر، تتهيج في هذه الفترة بالتحديد بين تغير الفصول، لكن هذه المرة تركزت في الثدي، مع حكة شديدة واحمرار، تهدأ مع كريم الكورتيزون، ثم تعاود الظهور مرة أخرى.

انقطعت عن رضاعة ابني لهذا السبب، وأيضا ظهرت لدي ارتكاريا لأول مرة في أجزاء جسمي الأخرى، وصرف لي الطبيب كورتيزون حبوب أربع حبات لمدة أربعة أيام أقطعها بالتدريج أكلتها فهدأت الارتيكاريا.

أما إكزيما الثدي فلم تهدأ، وبعدها عاودت الارتكاريا الظهور، الآن أنا أشعر بآلام في الثديين ووخزات في الحلمة، وفي أماكن متفرقة داخل الثدي، فحصتني الدكتورة، وقالت: لا يوجد كتل، وممكن من ارتفاع هرمون الحليب وتجمع الحليب في الصدر، وبالفعل كنت أعصر فتخرج نقط بسيطة، وحللت البرولاكتين، ولا يوجد إلا ارتفاع طفيف لا يذكر، والإكزيما لم تهدأ إلى الآن، وأنا سأكمل شهري الرابع بعد الولادة، وأشعر ببعض القلق، فما تشخيصكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تصنف الحساسية والإكزيما على أنها من الأمراض المزمنة والناكسة, وقد تعاود ثانية على شكل هجمات حادة, وأساس العلاج يكمن في التعرف على السبب الذي يؤدي إليها, فإن أمكن التعرف على السبب، فيجب تفادي التعرض إليه.

ومن المعروف أيضا بأن ما يؤهب لحدوث هذه الأمراض هو الحالة النفسية, فالقلق الشديد، أو المزمن قد يضعف المناعة ويسرع في حدوث هجمات حادة، أو يصعب استجابة العلاج في الحالات المزمنة, وسيفيد كثيرا أن تتعلمي السيطرة على هذه المشاعر، وتكتسبي مهارات التعامل مع الشدات, وأرى بأن يتم عمل تصوير للثدي حتى لو لم يتم الشعور بأي كتل، وذلك كنوع من الاحتياط, فليس كل الأمراض في الثدي يمكن جسها بالفحص اليدوي, وأيضا لأن التصوير سيطمئنك أكثر بأنك سليمة، ولا تعانين من مرض خبيث -لا قدر الله- وهذا ما سيريحك نفسيا.

كنت أود لو أنك أرسلت لي باسم الكريم الذي تستخدمينه لمعرفة قوة تأثيره, فكريمات الكورتيزون تختلف في شدتها، وفي حال لم يفد أحدها فيمكن استبداله بالنوع الأقوى.

على كل حال إذا كان تشخيص الإكزيما عندك هو تشخيص مؤكد, فيجب أولا السيطرة على الحكة، وذلك إما عن طريق حبوب الكورتيزون بجرعة عالية نسبيا (من 20-30 ملغ ) في اليوم ولمدة 7-10 أيام, أو عن طريق تناول حبوب مضادة للهيستامين مثل حبوب atrax أو حبوب benadryl.

وبنفس الوقت يمكنك تجربة كريم كورتيزون متوسط الشدة مثل valison دهن على المنطقة المصابة مرتين إلى ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوعين متواصلين, ثم بعد ذلك التحول إلى نوع أقل قوة هو kenalog مدة أسبوع ثم التوقف.

وفي حال لم تحدث استجابة كالمطلوب على الكريمات السابقة, فيمكن البدء بمرهم من نوع آخر، ويسمى protopic من عيار 1٪ دهن مرتين يوميا, وعادة ما يحدث التحسن على هذا المرهم في خلال أسبوع بإذن الله تعالى, حينها يمكن تقليل مرات الدهن إلى يوم بعد يوم، ثم إلى مرتين في الأسبوع، وذلك إلى أن يتم الشفاء -إن شاء الله تعالى-.

أما إذا لم يحدث تحسن على الـ protopic بعد أسبوعين من استخدامه, فيجب إيقافه وإعادة تقييم الحالة مجددا، والتأكد من صحة التشخيص, وهذا قد يستلزم أخذ خزعة صغيرة من المنطقة المصابة.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء التام والعاجل.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً