الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أساعد صديقي في تحسين مستواه الأكاديمي؟

السؤال

السلام عليكم

لي صديق في كلية العلوم يعاني من فشل دراسي ورسوب في كل المواد منذ سنتين أو ثلاث، كيف يمكنني مساعدته؟

وقد أخبرني في بداية الأمر عندما رسب في مادة واحدة مع الحصول على تقديرات: ممتاز، وجيد جدا في مواد أخرى، ولكن اضطرته هذه المادة كي يمتحنها في الفصل الصيفي أن يوفر مالا فاضطر للعمل، وهنا شعر -عند اختلاطه بالعمال والصنائعية - بأنه في مستواهم فكرا وعلما، ولا ينتمى إلى الكلية أو الجامعة، فبدأ مستواه الأكاديمي في التدهور الشديد بسرعة، فما نصيحتكم له ثم لي؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكرت في رسالتك أن صديقك قد رسب سابقاً في مادة واحدة مع الحصول على تقديرات ممتاز وجيد جدا في مواد أخرى، وهذا يدل على أن لديه قدرات رائعة، وإمكانيات هائلة، فربما أهدرها حين قرر أن يعمل لتوفير المال لأجل تقديم المادة، ولا سيما أنه اختلط بجو العمال والصنائعية حسب تعبيرك.

ولا أرى أن المشكلة في العمل؛ فالكثير من الشباب يستطيع أن ينظم وقته بين العمل والدراسة، ويحصل على درجات ممتازة، كذلك الكثير من الناس يمتلك شخصية قوية حيث تؤثر ولا تتأثر، ومع ذلك أرى أن صديقك أخطأ في أمر واحد ألا هو أنه لم يحسن اختيار مكان العمل المناسب.

والأمر الثاني: أنه لم يضع لنفسه منذ البداية جدولاً لتقسيم وقته بين الدراسة والعمل.

لذا أنصحه أن يبحث عن مجال عمل أفضل، أما أن يستسلم ويعمم صورة الفشل لديه أنه فاشل في جميع المواد، ويبدأ يتهاون في دروسه وواجباته، وينجرف مع مستوى العمال فليس هذا من الحكمة بمكان.

وأنصحك بما يلي:
1- أن تذكرك صديقك بإنجازاته السابقة، وكيف كان متفوقاً، ويحصل على درجات عالية، وتذكره بقيمة الشهادة العلمية، وأن قيمة الفرد تعلو وترقى كلما ارتقى بدرجاته العلمية، وأنه بالشهادة بإمكانه أن يكون لديه مشروعه الخاص الذي يفوق بأرباحه ما يجده الآن في عمله المتواضع.

2- أن تحثه على التخلي عن الأفكار السلبية، وأنه كما نجح سابقاً فإنه قادر على أن ينجح الآن كل ما عليه القيام به هو الإقبال على الدراسة بعزم وإرادة ورغبة جادة على تحقيق النجاح.

3- حددا معاً هدفاً لكما، هدفاً بعيداً يشمل مرحلة ما بعد التخرج وماذا تودان أن تفعلا؟ وما المشاريع التي ستقومان بها؟ وهدف مرحلي وهو أن تتفوقا في الكلية، وتحصلا على أعلى الدرجات والمراتب حتى تكون فرصة العمل أمامكما أكبر، وليكن هدفكما مكتوباً.

4- ابدأ معه برسم خطة للدراسة حسب المواد والمقررات الجامعية التي لديكما، وليكن برنامجاً مكتوباً مقيداً بالوقت والتاريخ، وشجعه على حضور المحاضرات في الجامعة، وليكن في الصفوف الأولى فذلك سيكون عوناً له على الدراسة، ويجعلها بالنسبة له سهلة بسيطة بإذن الله.

5- تنافسا معاً في الدراسة، فالتنافس يعطي قوة دفع وتحفيز، وأيضاً حاول أن تطلعا معا على السيرة الذاتية لأشخاص أبدعوا وتميزوا في مجال العلوم، فهذا أيضا سيشجعه على الالتزام والمواظبة على الدراسة.

6- اتفق مع صديقك على برنامج عبادة، وابدأ بالمحافظة على الصلوات، واحرص أن تكون في جماعة، مع تخصيص وقت لقراءة القرآن والأوراد، فإنَّها تملأ القلب بالرِّضا والسَّكينةِ والطُّمأنينة، وتفتح أبواب الفلاح والتميز والتوفيق من حيث لا تدري.

أخيرًا: لا تنس التَّوجه إلى الله تعالى بكل صدق، والدعاء أن يبلغكم الله ما تريدون، وأن تبدأا بالعملِ الجادِّ، وبذل الجهد والمثابرة، والأخذ بالأسباب، والتَّوكل على الله، واليقين بأنَّ الله كريم، وتيقنوا بأنَّه يُعطيكم إن كنتم صادقين في طلبكم، وأوصيكم ببر الوالدين فإنه مفتاح التوفيق والفلاح في الدارين.

أسأل الله أن يجعلكما من أهل الفلاح في الدنيا والآخرة اللهم آمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر امجد

    افضل ما شاهدته

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً