الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بأعراض السكري من جفاف في الحلق وآلام المفاصل.. أفيدوني

السؤال

منذ الصغر وأنا أعاني من الخوف الشديد من الأمراض، كلما سمعت عن شخص توفي بمرض ما أشعر كأنني سأصاب به.

ومنذ عدة أشهر وأنا أعاني من ضيق في التنفس، وصداع وأحيانا آلام في المفاصل، ونغز ناحية القلب، أجريت منذ عدة أسابيع أشعة على الصدر واختبارات التنفس، وكانت سليمة، بعدها شعرت بآلام أكثر ونغز جهة القلب، وآلام في المفاصل، وأرق، فأجريت تخطيطا للقلب وموجات فوق الصوتية، وتحاليل الحمى الروماتيزمية ESR وغيرها، وكانت سليمة تماما.

الآن أحس بأعراض السكري من جفاف في الحلق وآلام في المفاصل، وكثرة التبول، ولا أعرف هل هي أعراض سكر أم سأذهب لأجري تحاليل وتصبح سليمة؟

علما بأني أجريت تحليل السكر منذ عامين، وكان سليما.

أرجو الرد سريعا، علما بأنني أدرس بالخارج، (عمري 23 عاما) وأصبحت مشتت التفكير، والأمر يؤرقني، ومنذ ما يقرب من الشهر أعاني من النوم المتقطع، حيث أستيقظ كل ساعتين تقريبا.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تفضلت فإنك صاحب شخصية قلقة، ولديك ميل للمخاوف، خاصة المخاوف من الأمراض، وهذه ظاهرة معروفة، الناس تختلف في قوة تحمُّلها وتفكيرها ومشاعرها حول الأمراض، هناك من لديه هشاشة نفسية يتأُثر بسرعة جدًّا، خاصة إذا عرف أن هناك شخصا قد مرض بمرض معيَّن، أو أن هذا المرض كان سببًا في وفاته، هنا يحدث ما نُسمِّيه بالتماهي مع الأعراض، أي نفس الأعراض تتطابق لدى الإنسان وتظهر عليه بصورة جليَّة بالرغم من عدم وجود أي مرض عضوي.

هذه الحالات - أيها الأخ الكريم - يتم لفت أو صرف الانتباه عنها، من خلال: أن تعيش حياة صحيَّة.

أولاً: يجب أن تتوكل على الله تعالى، وذكِّر نفسك بقوله تعالى: {قل لن يُصيبنا إلَّا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك).

ثانيًا: أن تسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك من كل مرض، بقولك: (اللهم إني أسألك العافية)، وبقولك: (اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة).

ثالثًا: أن تحافظ على الصلاة في وقتها، وأن تحرص على الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، فإنها حافظة بإذن الله تعالى، وقد قال الله تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله * ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

رابعًا: عش حياة صحيَّة، مارس الرياضة بانتظام، وعليك بالنوم الليلي المبكر، عليك بالغذاء المتوازن، وعليك بحسن إدارة الوقت.

خامسًا: اشغل نفسك بما هو مفيد، قطعًا أنت طالب، ولديك رسالة معيَّنة يجب أن تُنجزها، فاسعَ لذلك، وركِّز على ذلك، هذا أيضًا يجعلك تصرف انتباهك عمَّا أنت فيه.

بالنسبة لفحص السُّكر: ما دامت هذه الفكرة قد سيطرت عليك أرجو أن تفحص فحص السُّكر، وهو فحص بسيط جدًّا، لكن لا تُكرِّره بعد ذلك، ولا تدخل في فحوصات أخرى، وإذا كان بالإمكان أن تُجري فحوصات دورية مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً، بأن تذهب إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، هذا أيضًا يبعث على الطمأنينة.

أيها الفاضل الكريم: تناول أحد مضادات المخاوف سوف يفيدك، هنالك أدوية جيدة رائعة ممتازة، من أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، الجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - تناولها يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تُطبِّق التوجيهات التي ذكرتها لك وتتناول الدواء بنفس الكيفية، وكما ذكرتُ لك هو دواء سليم، وهذه جرعة صغيرة، وسوف يفيدك تمامًا -إن شاء الله تعالى- مع تطبيق لما ذكرتُ لك من إرشاد.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تركيا ساحرعيونك

    اعاني من مشكلةنفسيةكيف اتواصل معكم
    افيدوني جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً