الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي أجهضت أربع مرات بلا سبب، فما تشخيصكم للحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا متزوج منذ 14 سنة، أنجبت زوجتي طفلين، الأول عمره 13 سنة، والثاني 10 سنوات، والأول ولد بقيصرية والثاني طبيعية وبينهما حدث إسقاط واحد.

وبعد ذلك أسقطت ثلاث مرات، يعني صار المجموع أربعة إسقاطات، في كل مرة يصل الطفل إلى الشهر الخامس أو السادس ثم يحصل عندها مخاض مبكر، حيث يفتح الرحم أو ينفجر كيس الماء، ويضطرون لإخراج الطفل، حيث أخرج حيا ثلاث مرات ثم مات بعد أيام، وأخرج ميتا في الرابعة، ولم يجد أحد من الأطباء تفسيرا لما يحدث.

وزوجتي لا تعاني من شيء يذكر سوى أن طبيبتها كانت تقول لها لديك مبيض متعدد الكيسات، وهي تعاني من حساسية، ودائما يصيبها أثناء الحمل سعال أو زكام لمرة واحدة على الأقل، فتأخذ بولارامين أو بعض أدوية السعال التي يسمح بها الأطباء، كما أنها تتناول أثناء الحمل دي فوميت أو نافيدوكسين؛ لأنها تعاني من تقيوء شديد، وما سوى ذلك فالأمور طبيعية.

آخر مرة أسقطت كنا قد عملنا تطويق رحم في الشهر الرابع، مع أخذ إبر مثبتة كل أسبوع لوتين ديبوت، وتحاميل مثبتة بشكل يومي، وحبوب آيزوكسوبريم بشكل يومي، حتى وصلت جرعته إلى 30 مغ يوميا في آخر فترة، ومع ذلك حدث مخاض مبكر وإجهاض.

الآن الطبيب قال: يستحسن قبل الحمل إجراء تنظير باطن الرحم، فهل هذا التنظير ضروري؟ وما فائدته؟ وهل هناك تفسير علمي لما يحدث؟ وماذا تنصحوني أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحالة عند زوجتك تعتبر حالة هامة، وقبل حدوث أي حمل مجددا فإنه يجب التأكد من عمل تقييم جيد لها, وردا على سؤالك أقول لك: نعم يجب عمل تنظير لجوف الرحم، ويجب أن يترافق مع تنظير للحوض أيضا؛ وذلك للتأكد من عدم وجود عيوب تخلقية أو مكتسبة في الرحم من الداخل أو من الخارج.

ولعلك تتساءل كيف يمكن أن يكون لديها عيوبا وقد سبق لها أن أتمت الشهر التاسع، وأنجبت طفلين؟ وهنا أقول لك: بعض العيوب التشريحية في الرحم قد تؤثر على حمل ولا تؤثر على الآخر, كما أن بعض العيوب يتم اكتسابها, وقد لا تظهر بوضوح بالتصوير.

ولذلك يجب عمل ما يلي:
1- تحليل للصبغيات لك ولها.

2- مسحة من داخل عنق الرحم للزراعة؛ للتأكد من عدم وجود التهابات خفية.

3- تصوير أو تنظير لجوف الرحم, كما سبق وذكرت- وذلك للتأكد من عدم وجود عيوب تشريحية خلقية أو مكتسبة، مثل: رحم ذات قرنين, حاجز, ورم ليفي أو غير ذلك.

4- تحاليل شاملة هي: TSH-PROLACTIN-CBC BLOOD FILM- PT-PTT-PROTIEN C-S-ANA-LA-ACA- ANTIBOODY SCREEN -TORCH-.

فإذا تبين بأن كل النتائج طبيعية, فيمكن لزوجتك الحمل على أن يتم إعطاءها أحد البروتوكلين العلاجيين التاليين فور تشخيص الحمل:
1- إما حبوب أسبرين الأطفال مع إبر الهيبارين بشكل يومي.

2- أو حبوب أسبرين الأطفال مع حبوب تسمى بريدنيزون بشكل يومي.

وننصح أيضا بعمل الربط لعنق الرحم، وتناول مضاد حيوي يسمى أريثروميسين مدة 10 أيام كنوع من الاحتياط لعلاج أي التهاب خفي في عنق الرحم.

هذه كلها علاجات تجريبية, لكن تبين بأنها ترفع من نسبة نجاح الحمل ومن وصوله إلى مرحلة قابلة للحياة -بإذن الله تعالى, وبالتالي يجب تجربتها عند زوجتك كنوع من الأخذ بالأسباب.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليكم ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً