الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما تخلصت من وسواس أدخل في آخر، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله بهذا الموقع والقائمين عليه.

أنا شاب أعاني منذ الصغر من الوسواس القهري، بالنظافة أحيانا، ووسواس الموت، يصاحبه نوبات هلع لا تفارقني، والآن وسواس الكفر بالله، كلما تخلصت من وسواس أدخل في آخر.

كلما قرأت استشارة مرضية على موقعكم يأتيني شعور بالخوف، وأشعر أنني مريض بالمرض ذاته، قرأت عن دواء البروزاك، تناولت منه حبة يوميا لمدة أسبوع، وما زلت أتناوله حتى الآن، فأحسست بتحسن بسيط، كما قرأت باستشاراتكم عن دواء السبراليكس، حيث نصحتم به أكثر من البروزاك، فأرجو تشخيص حالتي ونصحي بما يفيد.

مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ falah حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

واضح -أخي الكريم- من خلال استشارتك أن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها هي الوسواس القهري، والوسواس القهري هي طبعًا: أفكار تتسلّل إلى الشخص، تتكرَّر، يُقاومها، لا يستطيع المقاومة، وتُحدثُ له قلقًا وتوتُّرًا، وهذا ما يحصل معك، وقد تتبدَّل الوساوس من وقتٍ لآخر، ولكن تبقى الوساوس القهرية هي هي، وهذا ما يحصل معك -أخي الكريم-.

العلاج الرئيسي للوسواس القهري هو علاج دوائي وعلاج سلوكي معرفي، ويفضّل دائمًا الجمع بين الاثنين في علاج الوسواس القهري الاضطراري، إذ أنه يأتي بنتائج طيبة، والأدوية التي تُعالج الوسواس القهري من فصيلة (SSRIS) هي: (فافرين) أو (بروزاك/فلوكستين)، ومن الأدوية التقليدية (أنفرانيل)، ولذلك البروزاك يناسب جدًّا في علاج الوسواس القهري.

أنا أنصح بالسبرالكس دائمًا لعلاج التوتر والقلق والاكتئاب، وبما أن معظم الاستشارات التي تأتي إلينا تقع في هذا الإطار (قلق وتوتر) لذلك تجد أني أنصح بالسبرالكس كثيرًا، أما في حالتك هذه -حالة الوسواس القهري- البروزاك هو الأنسب، لذلك عليك باستعمال البروزاك، وقد تحتاج إلى زيادة الجرعة في علاج الوسواس القهري، وليست الجرعة التقليدية، ابدأ بجرعة عشرين مليجرامًا (كبسولة) بعد الإفطار، وبعد شهرٍ ونصفٍ أو شهرين إذا كان هناك تحسّن جزئي -وليس كاملاً- فيمكنك زيادة الجرعة إلى كبسولتين، وبعد أسبوعين أو شهر يمكنك أن تتناول ستين مليجرامًا من البروزاك يوميًا.

ولا تنس -أخي الكريم- العلاج السلوكي المعرفي، مهم جدًّا العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي، وبالذات في حالة الأفكار، هناك علاجات معيَّنة ومهارات معيَّنة تكتسبها للتغلّب على هذه الأفكار، إمَّا بتجاهلها أو بصرف النظر عنها، وهذه كلها طُرق، أو أساليب ينصحك بها المعالج النفسي لتمارسها مع العلاج الدوائي، -وبإذن الله- تتخلص من هذا المرض وتعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً