الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصيبني مشاعر متناقضة في وقت واحد ولا أعرف السبب، أرجو الإفادة.

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 21 سنة، أعاني منذ ثلاث سنوات من حالة نفسية غريبة، حيث كنت أشعر بفرح مبالغ به وطاقة إيجابية غير محدودة، فأفكر في مستقبلي وأحاول تعلم لغات جديدة، وأشتري الكثير من الكتب لأطور نفسي، ثم أصبحت أشعر بالإحباط واليأس، وأبكي من دون سبب، وأجد صعوبة كبيرة بالقيام بأي عمل مهما كان بسيطا، وتراجعت في دراستي، وفقدت التركيز، مع الشعور بعدم المبالاة والاستهتار، والأرق والغضب، فاعتزلت الجميع، وألغيت جميع حساباتي على مواقع التواصل. 

وتنتابني رغبة كبيرة مصاحبة لهذا الشعور بالكتابة وأبدع فيها، وتكون أفكاري سوداوية، وفقدت الكثير من وزني فأصبح 38 كلغ، وشهيتي للأكل مسدودة، كان هذا الشعور ينتابني في البداية في فترات متقاربة، ثم أصبح كل 3 أشهر، ثم في نفس اليوم أشعر مشاعر متناقضة، حتى ظننت أني مصابة بالفصام.

اختفت الحالة لمدة أربهة أشهر، ومنذ ثلاثة أيام عادت حتى أني شعرت بالفرح الشديد مرتين هذا اليوم، وبالإحباط والكآبة 3 مرات، وبكيت 4 مرات من دون أي سبب، علما أن فصل الشتاء والمطر يشعرني بالفرح و بتحسن كبير، ومع ذلك شعرت بالضيق اليوم.

الجميع يقول لي عين وحسد، ولا أعرف ما السبب تحديدا.

أرجو الإفادة. 

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شفاعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

من خلال الرسالة أستطيع أن أستنتج أنه لديك تقلُّباتٍ في المزاج، هنالك حالات النشاط والانشراح النسبي، والتي تعقبها فترات من عُسر المزاج والشعور بالكدر والضجر وربما شيء من الاكتئاب للدرجة التي فقدتِّ وزنًا كثيرًا خلال هذه النوبات الاكتئابية.

قطعًا أنت لا تعانين من مرض الفصام، هذا أؤكده لك تمامًا، والذي أراه أقرب هو أنه غالبًا أنك تعانين من اضطرابٍ مزاجي ممَّا يُسمَّى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثالثة أو من الدرجة البسيطة.

هذا هو تشخيصي المبدئي، وهذا التشخيص حتى يتم تأكيده أو نفيه أنصحك بمقابلة طبيب نفسي مقابلة مباشرة ليقوم الطبيب بمناظرتك وفحصك بصورة أدق، لأن الاضطرابات المزاجية ثنائية القطب تتطلب علاجًا دوائيًا، وهنالك عدة أدوية تُعالج مثل هذه الحالة، فأنا أنصحك بأن تذهبي وتقابلي الطبيب المختص، وقطعًا سوف تجدي منه -إن شاء الله تعالى- كل الرعاية والتقدير.

الخوف من العين والحسد أمرٌ شائع، لأن العين موجودة، والحسد موجود، ونحن كمسلمين نؤمن بذلك تمامًا. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى: أرى أيضًا أن هذا الموضوع - أي موضوع العين والحسد - حصلتْ فيه الكثير من الأمور غير الدقيقة، والناس أصبحت في نوعٍ من الأوهام حول هذا الموضوع في بعض الأحيان، والذي أراه من وجهة نظري الشخصية هو أن المسلم مكرَّم، والإنسان الذي يُحافظ على صلاته وأذكاره ودعائه هو في حفظ الله تعالى تمامًا من العين والحسد، والرقية الشرعية قطعًا مطلوبة.

فإذًا أنت حتى تقفلي هذا الباب عليك بالرقية الشرعية، وعليك بالمحافظة على الصلاة في وقتها، والأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، أنا أرى أن المشكلة طبيَّة في أصلها، لكن ما دامت ساورتك شكوك حول العين والحسد فأغلقي هذا الباب بالطريقة التي ذكرتها لك.

منهج السنة النبوية للعلاج السلوكي: (272641 - 265121 - 267206 - 265003).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً