الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني الهلاوس والكآبة، فما العلاج الجذري لحالتها؟

السؤال

السلام عليكم.

زوجتي عمرها 26 سنة، تعاني من هلاوس سمعية وبصرية بعد إنجابها الطفل الأول بداية 2007، وصف لها الطبيب الزولوفت والزايبركسا، واستقرت حالتها بعد شهرين، ثم عانت من الكآبة لمدة 6 أشهر، واختفت تماما.

رجع المرض بعد إنجابها الطفل الثالث بنفس الأعراض بداية 2015 في أمريكا، دخلت على إثرها المستشفى، واختفت الهلاوس بعد شهرين، والكآبة الشديدة بعد 6 أشهر، كانت تأخذ الزولوفت 200 ملغم وبروبروبين وحبوب منوم ترازادون والزايبركسا، وانتهت الحالة.

ثم أصيبت بنكسة ثانية قبل خمسة أشهر، أخذت زايبريكسا 10 ملغم وزولوفت 200 ملغم وليثيوم 600 ملغم، اختفت الهلاوس، ولكن الكآبة مستمرة، لكنها مختلفة عن سابقاتها، حيث تعاني كآبة شديدة لدرجة الانتحار، وهذه الحالة تختفي وتعود كل عدة أيام، وأشعر أن طبيبها يعطيها الأدوية على سبيل التجربة.

آسف للإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bashar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيرًا - أخي الكريم - على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى الصحة والعافية لزوجتك الكريمة.

غالبًا الاضطرابات النفسية لما بعد النُّفاس تبدأ كحالات مختلطة -كما حدث للفاضلة زوجتك-، بمعنى أنه: كان يوجد عندها مكوّن اكتئابي ومكوّن ذُهاني، والذي ظهر في شكل هلاوس سمعية وبصرية، وبعد انجلاء الحالة الأولى استقرَّت حالتها على اكتئاب نفسي، إذًا في الغالب هو اضطراب وجداني مزاجي وليس اضطرابًا عقليًا أو ذهانيًّا.

هذه نقطة مهمَّة لتعرف حقيقة ما بزوجتك الفاضلة، وأعتقد أنها مطمئنة لدرجة كبيرة، لأنه ليس لديها أعراض انفصامية فيما أرى.

أخي الكريم: الآن الحالة لم تتحسَّن على المستوى المطلوب، وكما تفضلت لا زالتْ تُعاني من الإطباق الاكتئابي عليها للدرجة التي فكّرت في الانتحار، نسأل الله تعالى أن يحفظها، وهذا لن يحدث -إن شاء الله تعالى-.

أنا أعتقد قيام الطبيب إعطائها الليثيوم هو لتثبيت المزاج وتحسينه، كما أن الليثيوم الآن من المُثبت أنه مضاد كبير للأفكار الانتحارية، وحتى غير المكتئبين الذين لديهم أفكار انتحارية - مثل مضطرب الشخصية مثلاً - يفيدهم الليثيوم. فهذا الدواء من هذه الناحية ناجع، وطبعًا يكون الطبيب قد أطلعكم على التحوطات وأهمية فحص الدم بالنسبة لليثيوم.

الزولفت دواء رائع ورائع جدًّا، وفاعل جدًّا، وزوجتك قد وصلت للجرعة القصوى ولم يفدها كثيرًا، أعتقد في هذه الحالة ربما يضطر الطبيب على أن يُغيِّر ويستبدل لها دواء آخر.، والترازيدون الذي أُعطي لها سلفًا عام 2015: دواء ممتاز، بالرغم من أنه دواء قديم، لكن هناك إثباتات شديدة أنه دواء يُحسّن المزاج بصورة ممتازة، كما أنه قطعًا يُحسِّن النوم، الزبراكسا دواء ممتاز، وبديله هو عقار (إرببرازول) والذي يُسمَّى علميًا (إبليفاي)، الآن توجد أيضًا مؤشرات أنه مثبِّتٌ للمزاج ممتاز، هذا مجرد مقترح، قطعًا لا أستطيع أن أفرض رأيًّا على الأخ الطبيب الذي يُعالجها، ولا بد أن يكون طبيبًا مقتدرًا - أخي الكريم -.

هذه هي مقترحاتي حول علاج زوجتك الفاضلة، ولا أعتقد أنها تحتاج لجلسات كهربائية، أعرفُ أن الجلسات الكهربائية تُعطى حتى في أمريكا لكن بتحوطات معيَّنة، لكن إذا كان الاكتئاب اكتئابًا شديدًا ومُطبقًا وتُوجد أفكار انتحارية، فهذا أحد المؤشرات التي تُعطى للمريض الجلسات الكهربائية التي تُنظِّم إيقاعات الدماغ.

فإذًا هنالك مجال كبير -إن شاء الله تعالى- للعلاج، وبمساندتك لها وممارستها للرياضة بقدر المستطاع، وحُسن إدارة وقتها، والصلاة في وقتها، والدعاء والذكر وقراءة القرآن، أعتقد أن كل هذه دعائم مهمَّة ومهمَّة جدًّا جدًّا.

وأنصحك - أخي الكريم - أن يحدث شيء من التباعد في الحمل، يعني: إذا أجَّلت الحمل هذه المرة لفترة معقولة هذا سيكون أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً