الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الاكتئاب المطبق وعلاجها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة وعندي أطفال، وغير قادرة أن أقول لكم كم أعاني من نفسي جداً، فأنا أشعر أنني شخصيتان، فأنا بطبعي أحب أسرتي جداً وزوجي، وأحب نظافة البيت جداً، وأحب أن أتحدث مع كل الناس، ولكن بين كل فترة وأخرى أشعر بإنسانة ثانية جداً، إنسانة تكره نفسها وتكره كل شيء حولها حتى أولادها وزوجها!
ولا تحب نظافة البيت وتعيش وحيدة لا تفكر إلا في الأمراض، والموت دائماً يلاحقها، وغير قادرة أن أتعامل مع أي أحد، وغير قادرة أن أتكلم مع أي أحد حتى زوجي؛ لأني أشعر أني ليس لدي أي حاجة أعطيها لهم، وفاقد الشيء لا يعطيه.

أنا فعلاً تعبانة جداً وأنا أكره هذه الشخصية الثانية جدا؛ لأنها ليست شخصيتي، الفترة السابقة -قبل ما أتعب هكذا- كان عندي ضغط نفسي من أولادي وزوجي فكل واحد يقول: نفسي، كل واحد يريد أن يأخذ مني مجهوداً وتعباً وحباً وحناناً ولا أحداً يعطي شيئاً! وكنت أغضب معهم؛ لأنهم لم يهتموا بالمذاكرة فكنت دائمة الشجار معهم لدرجة أني كنت أنهار وأقع بسبب العصبية.

وأما زوجي فلا يوجد بيني وبينه أي حوار إلا عن المشاكل والأولاد فقط، افتقدت معه الرومانسية والحياة الهادئة مع أنه إنسان حنون جداً ورومانسي جداً، ولكن دائماً يقول لي: "لا وقت للحب ولا الرومانسية، أنت عايشة في الخيال" لدرجة أني فعلاً أصبحت إنسانة ليس لي أي هدف ولا معنى، ودائمة الخوف بدون سبب، وأصبحت صامتة حتى مع نفسي.

أنا محتاجة إلى أحد يسمعني، وأتمنى أن ألقى عندكم القلب الحنون الذي يشعر بي ويقول لي ماذا أعمل، وأنا أخاف من الدواء جداً، خاصة دواء الاكتئاب لأني ذهبت من قبل لطبيب نفسي، وقال لي: هذا اكتئاب مرضي، فأرجو منكم المساعدة، وأشكركم جداً، وأنا أرسلت لكم من قبل عدة مرة، ورقم الاستشارة كانت (234574)، والثانية (227046).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم شادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية.

لا أرى أنك تُعانين من شخصيتين، فأنت شخصيةٌ واحدة، ولكن في الواقع تنتابك نوبات من الاكتئاب المطبق، مما يجعلك أكثر تشاؤماً وسلبية، وافتقاداً للطاقات النفسية، مما يجعل النظرة السوداوية حول نفسك وأسرتك والعالم من حولك والمستقبل، هي التي تسيطر على كيانك .

العلاج في مثل هذه الحالات يتمثل في العلاج السلوكي، ولابد لك أيضاً من العلاج الدوائي، بالرغم من أنك أبديت بعض التحفظ حيال العلاج الدوائي، ولكن الشيء الذي أود أن أحتم عليه هو أن الاكتئاب النفسي أصبح من المؤكد الآن أنه نتيجةً لبعض التغيرات الكيميائية التي تحصل في دماغ الإنسان الذي لديه الاستعداد للاكتئاب، فأولاً : العلاج السلوكي وهو بسيطٌ جداً، ويقوم على ما يعرف بالتغيير المعرفي، وهو أن تستبدل كل فكرة سلبية بأخرى إيجابية، بقدر المستطاع، فأنت والحمد لله لك أسرة وذرية، وأشياء جميلة أخرى، أرجو أن تتمعني فيها، وتغيري خارطة التفكير السلبية هذه، وتُعيدي صياغتها .

ثانياً: العلاج الدوائي، وأرجو -أيتها الأخت الكريمة- أن تقتنعي به؛ لأنه فعال وسليم وقليل الآثار الجانبية، وليس إدماني، وهذا ينطبق على الأدوية الحديثة، ومنها العلاج الذي يعرف باسم (إيفكسر)، والذي أرجو أن تتناوليه بجرعة البداية 37.5 مليجرام في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع إلى 75 مليجرام في اليوم، لمدة شهرين، ثم 150 مليجرام في اليوم، لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بالتدرج بواقع 37.5 مليجرام كل أسبوعين، وبعد ذلك يمكنك التوقف عن العلاج .

هنالك أدوية بديلة أخرى، ومنها (البروزاك)، وجرعته هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة كل يومين لمدة شهرين، ثم كبسولة كل ثلاثة أيام، لمدة شهرين أخريين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً