الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتكست حالتي بعد تعرض أخي لحالة اكتئاب وقلق

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت لانفلونزا وضيق نفس، ووجع معدة، وذهبت لعدة أطباء كل حسب اختصاصه، وأجريت كافة الفحوصات المطلوبة، وتبين بأنها سليمة.

بعد ذلك أصبحت تراودني أفكار وقلق وخوف، خاصة أن أخي تعرض لاضطراب قلق الاكتئاب منذ فترة، وتحسن قليلاً دون مراجعة الطبيب.

بدأت أربط بين الأعراض التي أصابتني وبداية مرض أخي، وازداد خوفي وقلقي، وأدى إلى انعدام الشهية بالأكل وصعوبة النوم، إضافة إلى فقدان مشاعر الفرح بأي شيء!

تعرضت بعدها لحلم مخيف، ولم أستطع بعد ذلك الذهاب للعمل ليوم واحد، ثم أجبرت نفسي وذهبت للعمل بالأيام التي تلت الحالة، لكن مع انعدام الرغبة بكل شيء، وعدة أفكار تراودني.

بدأت بالتحسن التدريجي فعادت شهية الأكل وعادت الرغبة بممارسة العمل، والإقبال على الحياة، وليست كالسابق، فقررت الذهاب لطبيب نفسي وأخبرته عن كل شيء، وقد أفاد بأنه لا يوجد لدي أي اضطراب حالياً، كل ما في الموضوع أنه هنالك قلق وخوف مؤقت، ووصف لي دواء لأتناوله لمدة شهر فقط، وهو ريفوتريل عيار نصف، لأتناوله بواقع نصف حبة صباحاً ومساءً لمدة أسبوع، ثم تخفيض الجرعة حتى يتم إيقافه.

تناولت الدواء وأشعر بتحسن بسيط عند تناوله، ولا زلت أقارن نفسي بأيام ما قبل الانتكاسة، وما زالت تأتيني أفكار وقلق وخوف، وحتى أحياناً يأتيني شعور بأني مصاب بمرض أو شعور بأني سأموت، مع أنها تأتي لفترات بسيطة، لكنها تعكر الحياة.

بماذا تنصحونني؟ حيث أنني خائف من الإقبال على أي خطوة مثل الخطبة، خوفاً من عودة نفس الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أرى أنه قد وقع عليك نوع مما نسميه بالتأثير الإيحائي من حالة أخيك، بمعنى أنه حدث لك نوع من التماهي أو تطابق في الأعراض التي كان يعاني منها أخوك حفظه الله.

الحالة حين أدركته بعد ذلك بدأ في التحسن أعتقد أنك تسير في نفس المسار، ها أنت حالتك في تحسن، وهذا التحسن -إن شاء الله تعالى- يستمر.

عليك فقط بالإيجابية في كل شيء، الإيجابية في المشاعر، في التفكير، في الأفكار، في الأفعال، في السلوك بهذه الطريقة تستطيع أن تخرج من حالة القلق الاكتئابي البسيط التي مررت بها.


عقار ريفوتريل الذي وصفه لك الطبيب هو من الأدوية الممتازة جداً، لعلاج لقلق المخاوف، كما أنه يحسن النوم، لكن هذا الدواء يعاب عليه أنه ربما يؤدي إلى شيء من التعود إذا تناوله الإنسان لمدة تزيد عن الشهرين مثلاً.

الطبيب وصفه لك لمدة شهر وأعتقد خلال هذه المدة لن يحدث لك -إن شاء الله- أي مكروه أو إدمان، فاستمر على نفس الترتيب الذي وصفه لك الطبيب، والذي فهمته أنك تتناول نصف مليجرام صباحاً ومساءً، ولمدة أسبوع ثم بعد ذلك يتم تخفيض الجرعة حتى يتم التوقف عن الدواء، هذه الطريقة صحيحة وجيدة.

عليك -أخي الكريم- أيضاً أن تمارس الرياضة، أن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، ومن خلال ذلك ستتطور نفسياً، وإن شاء الله تعالى تصح أحوالك وترجع حالتك لسيرتها الأولى، وتكون إيجابياً كما كنت.

القلق والخوف يجب أن يتم تجاهلهم، ولا أرى أن هنالك ما يمنعك من الإقدام على الخطوبة، وحتى إكمال الزواج، ومثل حالتك هذه حالات بسيطة وليس من الضروري أبداً أن تحدث انتكاسات مستقبلية، والإنسان بطبعه يتطور ويتواءم ويتكيف مع وضعه، فلا تتخوف ولا تتردد، عش الحياة بكل قوة وسعادة إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً