الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الفصام، فكيف أتخلص من العلاج وأعيش طبيعيا؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أصبت بمرض الفصام سنة 2014، وكنت أعتقد أن هناك أشخاص يريدون أن يدهسوني بالسيارات، ثم شفيت بعد تناولي الدواء، واستمررت على الدواء لمدة سنتين، ثم أوقفته، فأصبت بانتكاسة شديدة، ودخلت مستشفى الأمراض النفسية لمدة شهرين، ثم شفيت وخرجت منه.

الآن أتناول: الريسبردال 4 ملغم، ولارجكتيل 100 ملغم، وكلوبكسول 10 ملغم، وأرتين 2 ملغم، علما أني أنام فقط أربع ساعات بعد تناولي الدواء، فكيف أستطيع التخلص من الدواء، والعودة للنوم الطبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي: لماذا تود التخلص من الدواء، الدواء في حالتك يعتبر نعمة عظيمة وهو السبب الجوهري لإزالة هذا المرض -إن شاء الله تعالى-فأنا أحتم عليك وأناشدك وأطلب منك -أخي الكريم- أن لا تتوقف عن الدواء، العلة التي تعاني منها علة نفسية معروفة، وما دام قد حدثت لك انتكاسة فأنت تحتاج لجرعة وقائية ولمدة طويلة نسبياً، وإن كان الدواء مزعجا بالنسبة لك، فيمكن أن يعدل، مثلاً عقار لارجكتيل قد لا تحتاج له، هو فعلاً يحسن النوم لكن قد تكتفي فقط بعقار رزبيريادون، أو يمكن أن يستبدل كل هذا الدواء بعقار واحد مثل الاريببرازوال أو الزبركسا.

هنالك -يا أخي الكريم- خيارات علاجية دوائية كثيرة جداً، وأنا أود أن أوضح لك حقيقة علمية مهمة أتمنى أن تساعدك في الاقتناع بمواصلة العلاج، هذه الحقيقة هي أن مراحل تناول الدواء معروفه وهي تنقسم إلى المرحلة الأولية أو المرحلة التمهيدية، ثم بعد ذلك مرحلة بناء الجرعة العلاجية ثم مرحلة الجرعة الوقائية، ثم التوقف التدرجي عن الدواء، والتوقف التدرجي عن الدواء لا ينطبق على جميع الحالات، في حالتك وما دامت هناك انتكاسة فأنت محتاج لأن تظل في المرحلة الوقائية لفترة طويلة نسبياً.

أخي الكريم: أرجو أن تُقبل على تَقبل العلاج بكل أريحية وبكل استعداد، وأريدك أن تكون شخصاً حصيفاً وتتخذ القرارات السليمة التي تعود عليك بخير كثير، تابع -أخي الكريم- مع طبيبك وأنا أقول لك أن الدواء لا ينقصك أي شيء في الحياة، لكن المرض ينقصك، فلا تدع هذا المرض يرجع إليك، و-يا أخي الكريم- المؤمن كيس فطن، وأنا أريدك أن تكون على هذه الشاكلة فيما يتعلق بعلاجك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً