الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف امرأة من زواجها الثاني بعد 16 سنة من الزواج الأول.

السؤال

السلام عليكم..

مطلقة، أتمتع ولله الحمد بشهادة من هم حولي بدرجة كبيرة من الجمال، مررت بتجربة زواج صعبة دامت 16 سنة، طليقي يبلغ درجة متقدمة جداً في العلم الشرعي وعلوم الحديث النبوي، أعيش في بلد غير بلدي.

تقدم لخطبتي العديد من الشباب ذوو مواصفات وأخلاق طيبة جداً ولكنني أخاف من الإقدام على تجربة جديدة وأجدني أصدهم بحجج واهية، وأنا أعلم هذا ولكنه خارج عن سيطرتي، كما أنني أحس بانعدام العاطفة والحب والحنان لدي حتى لأقرب الناس إلي وهما بنتاي، أشك كثيراً في حبي لهما أو حبي لوالدي وإخوتي، حتى أنني أشعر بقسوة قلبي.

أرجو النصح لتخطي هذه المرحلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يظهر أن التجارب السلبية من زواجك السابق، والذي انتهى بالطلاق، قد تجسدت بصورةٍ عميقة وصلبة في عقلك ووجدانك الشعوري واللاشعوري، مما ترتب على ذلك ظهور هذه المخاوف الوسواسية لديك مع مزاج اكتئابي، وهذا النوع من المخاوف والوساوس يمكن التغلب عليه باستبدال فكرة الخوف والفشل في الزواج المستقبلي بفكرة مضادة لها تماماً، والتركيز على الفكرة الإيجابية البديلة، والتعمق والتأمل فيها، وتكرارها حتى ترسخ في نفسك، ومن ثم تتسع، مما يؤدي إلى انحصار أفكار الخوف والوساوس.

الحمد لله، فأنت امرأة مؤمنة وذات جمال وتقدم لك الصالحون، وهذا من فضل الله عليك، وهو ما تتمناه أي امرأة مهما كانت هنالك سلبيات في حياتها سابقاً، ويجب أن تفكري بمثل هذا التفكير الإيجابي، ويجب أن يكون هو منهجك الجديد، وأنا على ثقة تامة بإذن الله أنه سوف يعود عليك بإيجابيات جميلة ومستقبل مشرق.

الأبحاث تدل على أن المخاوف والوساوس تحدث أيضاً نتيجةً لتغيرات كيميائية بسيطة في الدماغ لبعض الأشخاص؛ لأن لديهم الاستعداد الجيني أو البيولوجي لذلك، ومن هنا تأتي أهمية العلاج الدوائي، وذلك بجانب العلاج السلوكي، وعليه سأقوم بوصف دواء لك يُعرف باسم (بروزاك) أرجو أن تتناولي منه كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم ترفعيها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضيها إلى كبسولة واحدة لمدة شهرين، (هذا الدواء سليم جداً وقليل الآثار الجانبية، وهو فعّال في علاج الوساوس والمخاوف والتردد، ومحسن للمزاج).

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً